|
|
المنتدى :
قسـم البـدع والمـحدثـات
هل يجوز هذه الأبيات(لاتلعن الفقر يالشاعر ولا تشره؟
بتاريخ : 15-02-2010 الساعة : 02:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
افتونا في هذا بارك الله فيكم
هل يجوز هذا الشعر ؟؟؟؟
ائتي لكم بابيات من الشعر هل هي تجوز ام لا ؟؟؟؟
ملاحظه : الكلمات التي اقصدها التي لونها باللون الأخضر .
البيت الاول :
لاتلعن الفقـر يالشاعـر ولاتشـره = رسول الأمة فقير ومنهجـه سامـي
وبيت اخر من قصيده ثانيه :
والثنا والحمد للـي كـل مسلـم يستجيـره = واللي مافيه غيره في السماء والارض والـي
وابيات من قصيده اخرى :
من يقنع القبـار مـا يحفـر قبـر = قلوبنـا قبـرك ياليـت تشوفـهـا
الارض لو تملك احاسيـس ونظـر = كان استحت ماتدفنك فـي جوفهـا
والشمس لو تكسف على موت البشر = في يوم موتك صار يـوم كسوفهـا
لكـن نؤمـن بالقضـاء وبالـقـدر = وماجابـت الدنيـا لنـا بصدوفهـا
هذا وجزاكم الله خيرا

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
وبارك الله فيك .
أما قول : (رسول الأمة فقير) ، فهذا وإن كان معناه صحيحا ، إلاّ أنه مُشعر بعدم التأدّب مع مقام النبي صلى الله عليه وسلم ، إلاّ إذا قيل على سبيل التسلية للفقير ، فيُقال له مثلا : رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كرامته على الله عزّ وَجَلّ عاش فقيرا ومات فقيرا ..
وأما قول : (واللي مافيه غيره في السماء والارض والـي) فمعناه صحيح على الإجمال إذا قصد بذلك الولاية ، لقوله تعالى : (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) ؟
قال ابن كثير في تفسير الآية : والمعنى: لا أتَّخِذ وَلِـيًّا إلاَّ الله وحده لا شريك له . اهـ .
ولقوله عزّ وَجَلّ : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)
قال ابن جرير في تفسير الآية : يَعْنِي تَعالى ذِكْرُه بقوله : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا) نَصيرهم وظهيرهم ، يَتولاّهم بِعَونه وتَوفيقه . اهـ .
وقال البغوي : قوله تعالى : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا) ناصِرهم ومُعينهم . وقيل : مُحِبّهم . وقيل : مُتَوَلّي أمورهم لا يَكِلُهم إلى غيره . وقال الحسن : ولي هِدايتهم . اهـ .
ونَقَل القرطبي عن الخطابي قوله : الولي الناصر يَنصُر عباده المؤمنين .
ولقوله تبارك وتعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ) .
ولِمَّا قال أبو سُفيان يوم أُحُد : إن لنا العُزّى ولا عُزّى لكم ! قال النبي صلى الله عليه وسلم لصحابه : ألا تجيبونه ؟ قالوا : يا رسول الله ما نقول ؟ قال : قولوا : الله مولانا ولا مولى لكم .
وأما قول الشاعر :
(الارض لو تملك احاسيـس ونظـر = كان استحت ماتدفنك فـي جوفهـا
والشمس لو تكسف على موت البشر = في يوم موتك صار يـوم كسوفهـا )
هذا غلو غير مرضيّ ، وما أكثر ما يقع الشعراء في غلو الممدوحِين !
وهل هذا الممدوح أفضل من رُسُل الله وأنبيائه ؟!
وأحسن الشاعر في صدر البيت الأخير ، وأساء في عَجْزه !
حيث قال :
(لكـن نؤمـن بالقضـاء وبالـقـدر = وماجابـت الدنيـا لنـا بصدوفهـا )
فأحسن إذ سلّم بالإيمان بالقضاء والقَدَر ، وأساء حينما نَسَب الحوادث والمصائب إلى الدنيا !
ولذلك النهي عن سب الدّهر لِمَا يتضمّن من محاذير .
قال ابن القيم رحمه الله : في هذا ثلاث مفاسد عظيمة :
إحداها : سَـبّه مَن ليس بأهل أن يُسَبّ ، فإن الدهر خَلْق مُسَخّر مِن خَلْق الله ، مُنْقَاد لأمْرِه ، مُذَلّل لتسخيره ؛ فَسَابّـه أولى بالذم والسب منه .
الثانية : أن سَـبّه مُتَضَمّن للشرك ، فإنه إنما سبه لظنه أنه يَضُرّ وينفع ، وأنه مع ذلك ظالم قد ضَرّ مَن لا يستحق الضرر ، وأعطى من لا يستحق العطاء ، ورفع من لا يستحق الرفعة ، وحَرَم مَن لا يستحق الحرمان ، وهو عند شاتميه مِن أظلم الظَّلَمة . وأشعار هؤلاء الظلمة الخونة في سَـبّه كثيرة جدا ، وكثير مِن الْجُهّال يُصَرّح بِلَعْنِه وتَقْبِيحِه .
الثالثة : أن السبّ منهم إنما يَقَع على مَن فَعل هذه الأفعال التي لو أتبع الحق فيها أهواءهم لَفَسَدَتِ السماوات والأرض ، وفي حقيقة الأمر فَرَبّ الدهر تعالى هو المعطي المانع ، الخافض الرافع ، الْمُعِزّ الْمُذِلّ ، والدهر ليس له من الأمر شيء ؛ فَمَسَبّتهم للدهر مَسَبّة لله عز وجل . اهـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|