السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحاجه لمعرفة صحة هذا الحديث (نفس الله يأتي من اليمن) وإن كان ضعيف هل له صيغة أخرى صحيحة ؟؟؟ وما معناه المقصود ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وما مدى صحة هذا ( الإيمان يمان والحكمة يمانية ) وما معناه إذا تكرمتم ؟؟؟؟؟
جزاكم الله من وافر فضله
الجواب/
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
روى الإمام أحمد من طريق جرير عن شبيب أبي روح أن أعرابيا أتى أبا هريرة ، فقال : يا أبا هريرة حدثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر الحديث ، فقال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ألا إن الإيمان يمان ، والحكمة يمانية ، وأجد نَفَس ربكم من قبل اليمن . وقال المغيرة : مِن قِبَل المغرب ، ألا إن الكفر والفسوق وقسوة القلب في الفَدَّادين أصحاب الشَّعَر والوَبر الذين يغتال الشياطين على أعجاز الإبل .
وضعف الألباني جُمْلَة " وأجد نَفَس ربكم مِن قِبل اليمن " .
وقال شعيب الأرنؤوط : صحيح دون قوله " وأجد نفس ربكم من قبل اليمن " ، وفيه نكارة فقد تفرد به شبيب - وهو ابن نعيم - وشبيب هذا روى عنه أربعة منهم اثنان فيهما جهالة حال ، ولم يُؤثَر توثيقه عن غير ابن حبان ، وباقي رجال الإسناد ثقات . اهـ .
وأما أول الحديث فهو مُخرّج في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، ومن ألفاظه :
الإيمان يمان والحكمة يمانية .
جَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً ، الإِيمَانُ يَمَان ، وَالْفِقْهُ يَمَان ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَة .
قال القرطبي في " الْمُفْهِم " : قوله : أَشَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ الْيَمَنِ ، وَقَالَ : أَلاَ إِنَّ الإِْيمَانَ ههُنَا :
قيل : إنَّ هذه الإشارة صدَرَتْ عنه صلى الله عليه وسلم وهو بتَبُوكَ ، وبينه وبين اليمن : مكةُ والمدينة ؛ ويؤيِّد هذا : قولُهُ في حديث جابر ـ رضى الله عنه ـ : وَالإِْيمَانُ فِي أَهْلِ الْحِجَازِ ، فعلى هذا : يكونُ المرادُ بأهلِ اليمن : أهلَ المدينة ومَنْ يليهم إلى أوائلِ اليمن .
وقيل : كان بالمدينة ؛ ويؤيِّده أنَّ كونَهُ بالمدينة كان غالبَ أحوالِهِ ؛ وعلى هذا : فتكونُ الإشارة إلى سُبَّاقِ اليمن ، أو إلى القبائل اليمنيَّة الذين وَفَدُوا على أبي بكر رضى الله عنه لفتحِ الشامِ وأوائلِ العراق ؛ وإليهم الإشارةُ بقوله صلى الله عليه وسلم : إنِّي لأَجِدُ نَفَسَ الرَّحْمنِ مِنْ قِبَلِ اليَمَنِ ، أي : نَصْرَهُ في حياتِهِ وتنفيسَه عنه فيها ، وبعد مماته ، والله تعالى أعلم . اهـ .
وقد ذَكَر النووي قولين في شرح هذا الحديث ، ثم قال :
والثالث ما ذهب إليه كثير من الناس - وهو أحسنها عند أبى عبيد - أن المراد بذلك الأنصار ، لأنهم يمانيون فى الأصل ، فَنُسِب الإيمان اليهم لكونهم أنصاره .
ونَقَل النووي عن ابن الصلاح ترجيح المقصود بأهل ذلك الثناء جماعة منهم .
فإنه قال : المراد بذلك الموجودون منهم حينئذ لا كُلّ أهل اليمن في كل زمان ، فإن اللفظ لا يقتضيه .
ونقل عنه قوله : وأما ما ذُكِر مِن الفقه والحكمة ، فالفقه هنا عبارة عن الفهم فى الدِّين . واصْطَلَح بعد ذلك الفقهاء وأصحاب الأصول على تخصيص الفقه بإدراك الأحكام الشرعية العملية بالاستدلال على أعيانها .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد