|
|
المنتدى :
قسـم العقـيدة والـتوحيد
هل يصح أن يُقال "قصر للبيع خيالي" في وصف الجنّة ؟
بتاريخ : 17-02-2010 الساعة : 02:50 AM
شيخنا عبدالرحمن السحيم حفظك الله ورعاك
هذه الرسالة هل بها محذور شرعي أم أرسالها من باب الحث على الجنة والحذر من النار ارجو منك الإفادة بارك الله فيكم .
قصر للبيع خيالي جدا جدا
مساحته الاجمالية على مد البصر
يقع على ثلاثة أنهار
نهر لبن
ونهر عسل
ونهر خمر لذة للشاربين
متوفرة فيه كل الخدمات 000
أعمدة من الذهب الخالص
وبه خدم وحشم لا يعصونك فيما تأمرهم ويتسابقون على خدمتك
وبالقصر حديقة تربتها الزعفران
وفيها من الأشجار ما لاعينت رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على
قلب بشر
وبالقصر نساء جميلا تشبه اللؤلؤ المكنون مع حمرة كالمرجان،
صافية اللون كالياقوت،
يحار فيها البصر من رقَّة الجلد وصفائه، يرَى زوجها وجهه في
خدّها أصفَى من المرآة
كما ترَى وجهها في خدّه، واسعة العين مع حوَر فيهما،
لو اطلعت على الدنيا لَملأت ما بين السماء والأرض ريحًا وضياء،
عليها التيجان وسبعون حلَّة ينفذها بصر زوجها
حتَّى يرَى مخَّ ساقها من وراء ذلك، ومن وراء اللحم والعظم
كما يرَى الشراب الأحمر من الزجاجة البيضاء، تغنِّي بصوت
لم يسمع الناس مثله تقول هي وأترابها: نحن الخالدات فلا نبيد،
ونحن الناعمات فلا نبأس،
ونحن الراضيات فلا نسخط، طُوبَى لمن كان لنا وكنَّا له، ويقلن: نحن الخيرات الحسان، أزواج قوم كرام، ينظرون بقُرَّة أعيان
( وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ . نُزُلا مِنْ غَفُور رَحِيم ) فصلت/32،31
مطلوب في القصر
تقوى الله في السر والعلن وفعل أوامره واجتناب نواهيه
نسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم الجنة

الجواب :
وحَفِظَك الله وَرَعَاك .
لا يصلح مثل هذا ؛ لِعِدّة اعتبارات :
الأول : لأن الأنهار في الجنة تجري من تحت قصور أهلها ، كما قال تعالى : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّات تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) وغيرها من الآيات التي جاء فيها وصف أنهار الجنة .
ولا أعلم أن من قصور الجنة ما يكون على ثلاثة أنهار ، كما جاء في أصل الموضوع .
قال تعالى : (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) قال ابن كثير في تفسير الآية : (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) أي : تَنْخَرِق بين جوانبها وأرجائها الأنهار، من أنواع الأشربة ؛ من العسل واللبن والخمر والماء وغير ذلك ، مما لا عَين رأت ، ولا أُذُن سَمِعَت ، ولا خَطَر على قلب بشر.
الثاني : أن الأنهار المذكورة ثلاثة ، والذي جاء في سورة " محمد " أنها أربعة أنهار .
قال تعالى : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاء غَيْرِ آَسِن وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَن لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْر لَذَّة لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَل مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ) .
قال ابن كثير : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) أي : صِفَتها ونَعتها .
الثالث : اعتبار أن قصور الجنة للبيع ! وليست كذلك ، إلاّ على سبيل المجاز .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|