|
|
المنتدى :
قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس
كلما طلب منه عمل دعوي يقول غيري خير مني
بتاريخ : 08-02-2010 الساعة : 02:26 PM
...
أحد الأشخاص الذين أحبهم في الله وهو زميل دراسة في الجامعة عرفت منه حسن السجايا وحرصه على العلم النافع ودعوة الناس إلى الله عز وجل وأحسبه من المجتهدين في ذلك والله حسيبه ولا أزكيه على الله ...
هذا الرجل عرفه محبوه بحسن الخلق وسعة العلم وكلما طلب منه العمل الدعوي في جهة دائما يقول غيري خير مني ، كلموا فلان فهو أولى - ولقربي منه أعلم أن ما يقوله تواضعا لله - سحب نفسه من كثير من الأمور الطيبة بسبب هذا التواضع
فما العمل يا شيخ مع هذا الأخ ؟وفقك الله لما فيه صلاح الدنيا والدين وجمعنا بك في الفردوس الأعلى من الجنة .

الجواب/ بارك الله فيك أبا ربى
يروى أن أحد العلماء قيل له : فلان حفظ صحيح البخاري . قال : زاد نسخة في البلد ! أي أن وجوده كوجود نسخة !
بل قد تكون النسخة أكثر فائدة ، إذا ما احتاج إليها الناس، وهذا يأتي من باب احتقار النفس، واحتقار النفس مطلوب ليتواضع المسلم
ولكن لا يخرج ذلك الاحتقار إلى إلغاء النفس والتنصّل من المسؤوليات، ويأتي من عدم التعوّد على بذل النفس ، سواء كان إلقاء أو كتابة أو نشر الخير أياً كان
ويأتي من باب إلقاء المسؤولية على عواتق الآخرين
والعجيب أنك تجد في بعض الأحياء عدداً من طلاب العلم ، بل من خواص طلبة العلم ، كما تجد في بعض المدن في أطراف البلاد قضاة وطلبة علم ولكن ليس لهم تأثير أو تأثيرهم محدود
في بعض الأحياء عندنا يكثر الجهل بل يوجد بعض العامة لا يُحسن قراءة الفاتحة، وربما كان منهم من يقع في الشرك، وحتى لا أُتّهم بالمبالغة ، فقد سُئِلت عن غير واقعة في ذلك الحي هي من الشرك الصريح
في ذلك الحي يوجد عشرات من طلبة العلم ، ولكن ليس منهم من يقول : هذا درس للرجال ، أو درس للنساء ، أو حلقة للطلاب أو غيرها من وجوه الخير ، وتعليم الناس وبذل النفس .
وهذا من عجز الثقات الذي استعاذ منه عمر رضي الله عنه، وفي مقابل هذا تجد العشرات من المغنين بل والمغنيات ( وأخيرا من لاعبات الكرة ) !!!
لديهم الجرأة على ممارسة المحرمات والصدح بها وإظهارها ، وليس فيهم من يعتذر أو يقول : فلان أقدر أو أولى مني ! وكنت قد كتبت صوراً من جَلَد الفاجر وعجز الثقة ، ولعي أسوقها فيما بعد .
في أحد التجمعات وجد عدد لا بأس به فأراد صاحب الاجتماع أن يستغل ذلك بكلمة أو توجيه أو نصح ، فطرح الفكرة على أحد أساتذة الجامعة فاعتذر ، ثم تكلموا مع رجل كبير في السن ولديه شيء من العلم ، ويتكلّم بلهجة عامية ، فرحب بالفكرة ، وتكلّم في تلك الجموع فأفاد وأجاد رحمه الله .
فإلى الله نشكو جَلَد الفاجر وعجز الثقة .
وفقك الله .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|