[راجية العفو]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بالنسبة لغسل اليدين إلى المرفقين كنت أُعلم الطالبات أننا نضع الماء في الكف ثم نُنْزِله على الذراع حتى المرفق باستخدام اليمنى ، وعندما نصل للمرفق نصعد لأعلى من الجهة الثانية حتى ننتهي لظاهر الكف ونخلل الأصابع .

ألا أن سمعت ورأيت شيخا فاضلا على التلفاز يقول أنه يجب أن ننتبه عندما أنزل الماء على يدي فلا أمسح من أسفل المرفق لأعلى لأن هذا الماء ليس بطهور وإنما دائما من أعلى لأسفل

فهل هذا صحيح ؟
أم أن الأمر فيه سعة ؟





الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .

هذا الأمر ليس صحيحا على القول الراجِح في مسألة الماء الْمُسْتَعْمَل .
والصحيح أن الماء الْمُسْتَعْمَل باق على أصْل طهوريّته ، لا يُمكن أن يُحكَم بِنجاسته إلاَّ بِدليل صحيح صريح .
وليس في المسألة دليل صحيح صريح في أن الماء الْمُسْتَعْمَل لا يَجوز استعماله ، إذا كان مُجرّد استعمال في غير إزالة نجاسة .

قال الإمام القرطبي : الماء المستعمل طاهر إذا كانت أعضاء المتوضئ به طاهرة ، إلاَّ أنَ مَالِكا وجماعة من الفقهاء الجلة كانوا يكرهون الوضوء به . اهـ .
ونَقَل عن ابن عبد البر أن القول بالكراهة لا وَجْه له .

وبناء على القول الصحيح في هذه المسالة فإن الْمُتَوضّئ إذا وضع الماء في كَـفِّه ثم مرر الماء إلى المرفق ثم أعاد الماء إلى كَفِّـه لم يَكن بذلك بأس .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد