[ناصرة السنة]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته...
أحسن الله إليكم ..
من المعلوم لدينا أن صلاة الفجر تنزل فيها الملائكة..
فمن فاتته الجماعة الأولى وصلى في جماعة ثانية
هل تحضر معه الملائكة؟ أم أنها تصعد للسماء بعد الجماعة الأولى؟
أفيدونا مأجورين


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأحسن الله إليك .

من صلّى الفجر في جماعة والعصر في جماعة ، فإن الملائكة تشهد له ، لقوله عليه الصلاة والسلام : يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلائِكَةٌ بِالنَّهَارِ ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاةِ الْعَصْرِ وَصَلاةِ الْفَجْرِ ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ - وَهُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ - ، فَيَقُولُ : كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي ؟ فَيَقُولُونَ : تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ . رواه البخاري ومسلم .

وفي رواية : ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ ، فَيَسْأَلُهُمْ - وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ - : كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي ؟ فَيَقُولُونَ : تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ .

وبوّب عليه الإمام النووي : باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما .

وهو صريح في أن الملائكة تكون مع الإنسان في مبيته ليلا حتى يُصلّي الصبح ، فإن صلاها في جماعة – ولو ثانية – فإن الملائكة تعرج بعد ذلك وتشهد له عند ربِّـه أنها تركته وهو في خير وصلاح ، لأنه كان يُصلِّي .
أمّا لو استشعر هذه الشهادة ممن تكون وبين يديّ من تُؤدَّى ؛ لَهَان عليه النهوض إلى صلاة الفجر ولو مَشَى على الشوك !

أمّا إذا عرَجت الملائكة وهو نائم ، فإنها لا تشهد له ..
وإذا طلعت عليه الشمس ولم يُصلِّ فإن الشيطان يبُول في أذنيه !

قال الإمام البخاري : بَاب إِذَا نَامَ وَلَمْ يُصَلِّ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ .
ثم روى بإسناده إلى عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُل ، فَقِيلَ : مَا زَالَ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ ، مَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ ، فَقَالَ : بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ !
وفي رواية في الصحيحين : ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيْهِ .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد