|
|
المنتدى :
قسـم الجـنـائـز
هل يحاسب الانسان وهو غير مدفون في القبر؟
بتاريخ : 23-02-2010 الساعة : 09:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم..
بارك الله في علمكم، ونفع بكم الإسلام والمسلمين..
و جزاكم الله خير
طُرح هذا السؤال، وأردت معرفة الجواب عليه/
إذا مات الإنسان و تأخر دفنه مثلاً شهر
هل يحاسب وهو غير مدفون في القبر؟
لأن النصوص نصت على (عذاب القبر ونعيمه)..
بارك الله فيكم..
وحفظكم من كل سوء..

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
قال ابن أبي العز : وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلا ، وسؤال الملكين ، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك ، والإيمان به ، ولا نتكلّم في كيفيته ، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته لكونه لا عَهَْد له به في هذه الدار ، والشرع لا يأتي بما تُحِيلة العقول ، ولكنه قد يأتي بما تَحَار فيه العقول . اهـ .
العذاب يُمكن أن يقع على الأجساد حتى ولو أرِمَتْ وتبعثرت وتناثرت ، ويدلّ على ذلك ما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أسْرَف رجل على نفسه ، فلما حضره الموت أوصى بنيه ، فقال : إذا أنا متّ فأحرقوني ، ثم اسحقوني ، ثم اذروني في الريح في البحر ، فوالله لئن قَدَرَ عليّ ربي ليعذبني عذابا ما عذبه به أحدا ، قال : ففعلوا ذلك به ، فأمَرَ الله البَرّ فَجَمَع ما فيه ، وأمَر البحر فجَمَع ما فيه ، فإذا هو قائم ، فقال له : ما حملك على ما صنعت ؟ فقال : خشيتك يا رب ، أو قال مخافتك ، فغُفِر له بذلك .
فالذي جمَعَ أجزاء جسمه المتحللة في الهواء والماء ، قادر على أن يوقع العذاب على كلّ ذرّة من جسمه في أي مكان كان ، ذلك أنه (لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّة فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ) .
وقد تكلّم العلماء على هذه المسألة وضربوا لها الأمثلة بالذي يموت غرقا في الماء ، أو حرقا بالنار ، بل حتى المصلوب ، ومن أكلته السباع ، إن كان ممن استحق عذاب القبر ، وأراد الله عذابه فإنه سبحانه لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء .
قال ابن القيم رحمه الله : ومما ينبغي أن يُعلم أن عذاب القبر هو عذاب البرزخ ، فَكُلّ مَن مات وهو مستحق للعذاب نَالَه نَصيبه منه ، قُبِر أو لَم يُقْبَر ، فلو أكلته السِّباع أو أُحْرِق حتى صار رَمادًا ونُسف في الهواء ، أو صُلب ، أو غَرق في البحر ؛ وَصَل إلى رُوحه وبَدنه مِن العذاب ما يَصِل إلى القبور . اهـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|