[رولينا]

الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته واتبعه بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا شيخنا عبد الرحمن , وعافاك الله وأطال الله لنا في عمرك , الحقيقة استفدت كثيرا من الأسئلة التي طرحت فيما مضى وقد أجبت عليها فضيلتك , وكنت أجد فيها خيرا كثيرا
شيخنا عندي سؤال , وهو يهمني أن يكون جوابه بشكل واضح مفصل مخصص لهذه الحالة .
وهي عند بدء العطلة سواء المنتصفية أو الصيفية في بلدي , ترى مظاهر اللعب عند الأطفال في الشوارع خصوصا أن أوقات الفراغ كبيرة جدا, سواء كرة القدم أم ألعاب أخرى , والأهل كثيرا ما يحثون أبناءهم على الخروج لمنعهم من عمل المشاكل في المنزل والشجار بين الإخوة , المهم أن من هذه الألعاب لعبة معروفة وهي الكرات الزجاجية , ما تسمى بالـ"دواحل" أو "القلول" أو "البنابل" وغيرها من التسميات , هذه اللعبة لها أشكال متنوعة في اللعب لكن النهاية واحدة والبداية واحدة , البداية بأن يقوم هذا الطفل بشراء عدد من الكرات الزجاجية , وبالعادة تكون بمبلغ زهيد جدا , يعني مثلا يشتري 25 كرة بـ 25 قرش , ربما أعلى قليلا , المهم كل طفل يقوم بهذا لكن بأعداد مختلفة حسب المقدرة , يلعبون بإحدى ألعاب الكرات الزجاجية المنوعة , الفائز يحصل على الكرة التي يصيبها أو الكرة التي يربحها , فالنهاية واحدة تكون بأن يخسر طفل كراته ويكسب آخر كرات زميله وخصمه .
(وملاحظة جانبية : هذا عدا عن الشتائم وسوء الخلق وإزعاج الجيران وأحيانا يصل بين الأطفال إلى شتم الله والعياذ بالله والدين و الحلفانات المغلظة بدون داعي على كرات زجاجية أو الحلفان بغير الله, أعوذ بالله من الخذلان)
أنا كان رأيي أن هذا قمار , وأن هذا يزرع في نفس الطفل حب القمار والمقامرة , لكن البعض يواجهونا بأننا نبالغ في الأمر وأن المبلغ بسيط وأن الأمر ليس بذات الأهمية وأنه عندما يكبر الطفل سيكون واعي , وغيره من هذا الكلام الذي لا يعبر إلا عن سطحية صاحب هذه الحجج (بنظري) , فهل أنا مخطئ أم على صواب بفضل الله سبحانه وتعالى.
أريد جواب شافي وطريقة جيدة لإيصال المعلومة من خلال:
1. مراكز تحفيظ القرآن خصوصا لشعب الأطفال الذي يتواجد عدد لا بأس منهم يلعبون هذه الألعاب.
2. المساجد وكيف يوصل الإمام والخطيب المعلومة للأطفال المتواجدين والأهل للنصيحة وكيفية مراقبة الأطفال.
وعذرا على الإطالة , فلربما الاأمر مهم
وجزاك الله خيرا شيخنا
وبارك الله فيك
ملاحظة على الهامش : آمل أن تدعوا لي بالهداية والتوفيق وطهارة القلب من كل ما يغضب الله عز وجل , فوالله إني عاصي لربي وقلبي أسود ومظلم كظلمات بطن الحوت في عمق المحيط ومحتار في أمري


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

لا يظهر لي أن ذلك مِن القمار ؛ لأن القمار تدخله الأموال واللعب بها ، والفوز لِواحد ، والخسران لأكبر عدد .
فيكون اللعب على عِوض بأن يُخْرِج كل واحد من اللاعبين مالاً على أنّ مَن غَلَب فله أخذ المال .

وإذا احتفّ باللعب مُحرّمَات حُرّمت لأجلها ، مثل : السبّ والشتم وسوء الْخُلُق .
فإن الله عزَّ وَجَلّ لَمّا ذَكَر تحريم الخمر والميسر ذَكَر عِلّة ذلك فقال : (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) .
فمتى ما كانت الألعاب المباحة مُوقِعة للعداوة والبغضاء ، أو صادّة عن ذِكْر الله ، فهي مُحرّمة لأجل ذلك .

وعلى الآباء والمربّين والخطباء توعية الناس بهذا الأمر ، والحرص على تربية الناشئة على محاسن الأخلاق ، ومعالي الأمور .

وأسأل الله لنا ولك الهداية والثبات والسداد .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد