|
|
المنتدى :
قسـم السنـة النبويـة
ماصحة هذا الحديث( إنما اتخذالله إبراهيم خليلا لكثرة صلواته على محمد..؟
بتاريخ : 27-02-2010 الساعة : 04:24 PM
وروي أيضا عن الإمام العسكري عليه السلام أنه قال : آ« إنما اتخذ الله عز وجل إبراهيم خليلا ، لكثرة صلواته على محمد وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين ، ولكثرة سجوده على الأرض ، ولا طعام الطعام ، وصلاته بالليل والناس نيام آ» (2).
خليلا تعني: اتخذه الله خليلا ومحبا له

الجواب :
هذا مما يُرَوى في كُتب الرافضة ، والرافضة أكذب الناس !
ولم يُتعبّد إبراهيم عليه الصلاة والسلام بالصلاة على محمد وعلى آل محمد ، وإنما تُعبِّدَت به هذه الأمة ، وتُعبّدت بالصلاة على إبراهيم وعلى آل إبراهيم عليه الصلاة والسلام .
قال ابن كثير : إنما سُمّي خليل الله لِشِدّة محبة ربه عز وجل له ، لَمّا قام له مِن الطاعة التي يحبها ويرضاها .
وقال أيضا : وقوله : (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا) وهذا من باب الترغيب في اتِّبَاعِه ؛ لأنه إمام يُقْتَدَى به ، حيث وَصَل إلى غاية ما يَتَقَرَّب به العباد له ، فإنه انتهى إلى درجة الخُلَّة التي هي أرفع مقامات المحبة ، وما ذاك إلاَّ لكثرة طاعته لربه ، كما وصفه به في قوله : (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى) قال كثيرون مِن السلف : أي قام بجميع ما أُمِرَ به ، ووفَّى كل مقام مِن مَقامات العبادة ، فكان لا يَشغله أمْر جليل عن حقير ، ولا كبير عن صغير . وقال تعالى : (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) الآية . وقال تعالى : (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم (121) وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) . اهـ .
وأعظم أسباب اتّخاذ إبراهيم خليلا : امتثاله أمْر ربّه في ذَبْح وَلَدِه .
قال ابن القيم : إن اللّه سبحانه أجرى العادة البشرية أنَّ بكر الأولاد أحبُّ إلى الوالدين ممن بعده ، وإبراهيم عليه السلام لَمَّا سأل ربه الولد ، ووهبه له ، تَعَلَّقَت شُعْبَةٌ مِن قلبه بمحبته ، واللّه تعالى قد اتخذه خليلاً ، والْخُلّة مَنْصِبٌ يقتضي توحيدَ المحبوب بالمحبة ، وأن لا يُشارك بينه وبين غيره فيها ، فلما أخذ الولدُ شعبةً مِن قلب الوالد ، جاءت غَيْرةُ الْخُلة تنتزعها مِن قلب الخليل ، فأمره بذبح المحبوب ، فلما أقدم على ذَبحه ، وكانت محبةُ اللّه أعظمَ عنده مِن محبة الولد ، خَلَصَتِ الخلة حينئذ مِن شوائب المشاركة ، فلم يَبْقَ في الذبح مَصلحة ، إذ كانت المصلحةُ إنما هي في العزم وتوطين النفس عليه ، فقد حَصَل المقصودُ ، فَنُسِخَ الأمر ، وَفُدي الذبيح ، وَصدَّق الخليلُ الرؤيا ، وحصل مُرَاد الرَّب . اهـ .
ولا يصحّ أن الله اتخذ إبراهيم خليلا لإطعامه الطعام .
روى البيهقي في " الشُّعَب " من طريق موسى بن إبراهيم المروزي نا ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا جبريل لم اتخذ الله إبراهيم خليلا؟ قال : لإطعامه الطعام يا محمد .
وهذا حديث شديد الضعف ؛ لأن مدار إسناده على موسى بن إبراهيم المروزي ، وهو متروك .
وفي " الجرح والتعديل " : قال يحيى بن معين : كذّاب . وقال الدارقطني : متروك . وقال ابن حبان : كان مغفلا يُلَقَّن فَيَتَلَقَّن ، فاستحق الترك . اهـ .
وفي إسناده ابن لهيعة ، وهو ضعيف .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|