|
|
المنتدى :
قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس
سؤال عن التوبة
بتاريخ : 01-03-2010 الساعة : 05:44 PM
شيخنا الفاضل
قرأت هذه العبارة عن التوبة (وهي واجبة بالاجماع وعلى الفور وتأخيرها يستلزم توبة أخرى , والتوبة كما هي من فعل السيئات فهي أيضا" من ترك الحسنات ) هل ترك التوبة يستلزم عند التوبة توبة عن الخطأ وتوبة عن تأخير التوبة ؟؟
وجزاكم الله خيرا .

الجواب : وإياك أختي الفاضلة
التوبة واجبة على الفور وعلى جميع المؤمنين قال سبحانه وتعالى : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) وسمّى من لم يَتُب ظالما فقال : ( وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )
قال ابن القيم – رحمه الله – في قوله تعالى : (لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيق مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )
قال : هذا من أعظم ما يُعرِّفُ العبدُ قدرَ التوبةِ وفضلَها عند الله ، وأنـها غايةُ كمالِ المؤمن ، فإنه سبحانه أعطاهم هذا الكمال بعد آخر الغزوات ، بعد أن قضوا نَحْبَهم ، وبذلوا نفوسَهم وأموالَهم وديارَهم لله ، وكان غايةُ أمرِهم أن تاب عليهم ،
ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم يومَ توبةِ كعب – بن مالك – خيرَ يوم مَرَّ عليه منذ ولدتْه أمُّه إلى ذلك اليوم ، ولا يعرف هذا حقَّ معرفته إلا من عَرَفَ اللهَ وعرف حقوقه عليه ، وعرف ما ينبغي له من عبوديته ، وعرف نفسه وصفاتِها وأفعالَها ، وأن الذي قام به من العبودية بالنسبة إلى حق ربه عليه كقطرة في بحـر . انتهى كلامه – رحمه الله – .
فالتوبة واجبة على الفور وهي واجبة من جميع الذنوب .وأما أن تأخير التوبة يحتاج إلى توبة أخرى ، فهو من باب قولهم : استغفارنا يحتاج إلى استغفار .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|