|
|
المنتدى :
قسـم العقـيدة والـتوحيد
هل يعتز ويفخر بغير ما جاء به الإسلام أو أقره ؟
بتاريخ : 14-03-2010 الساعة : 11:12 PM
...
إن لي صديقا في العمل من أهل السنة والجماعة مواظب على الصلاة ومطلق للحيته، وأحسبه إنسانا مؤمنا إلا أنني أشعر في بعض الأحيان أنه يفخر بانتمائه لعائلته ومدينته , ويعيِّر الآخرين بسبب أصولهم وجذورهم , فهل يجوز للمرء في الإسلام أن يعتز ويفخر بغير ما جاء به الإسلام أو أقره ؟
فمثلا هل يجوز للمسلم جادا أو مازحا أن يعير أخاه المسلم أو أن يذكر أفضليته عليه بالمال أو النسب أو حتى التقوى ؟

الجواب : قد يكون المسلم مُتديِّناً ويُوجد عنده بعض النقص ، أو تُوجد عنده بعض أمور الجاهلية .ولا يجوز للمسلم أن يُعيّر إخوانه أو ينتقصهم بسبب لون أو قبيلة ؛ لأمرين :
الأول : أن هذه الأمور من أمور الجاهلية ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر في الأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة . رواه مسلم .
قال أبو ذر رضي الله عنه : إنه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام وكانت أمه أعجمية فعيرته بأمه فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية قلت يا رسول الله من سب الرجال سبوا أباه وأمه قال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية . رواه البخاري ومسلم .
الثاني : أن ما يفتخر به المفتخِر ليس من كسبه ولا من كسب أبيه !فإن افتخر بنسبه ، فهل هو الذي اختار نسبه ؟ وإن افتخر بجنسه ، فهل هو الذي اختار جنسه ؟ وإن افتخر بماله ، فهل هذا المال مِن كسبِه ؟ والمال مال الله ، وهو الرزاق ذو القوة المتين سبحانه وتعالى .
فهذه الأمور من أمور الجاهلية ، ولا يجوز التفاخر بها ، إنما التفاخر والتنافس في أمور الآخرة ، ولذلك لما ذكر الله النعيم المقيم قال : ( وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ) .
وكنت كتبت مقالا بعنوان : ما الذي بالله غـرّك ؟
وهو على هذا الرابط :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6118
والله تعالى أعلى وأعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|