|
|
المنتدى :
إرشـاد الشـبـاب
حاولت الإقلاع عن التدخين ولم أنجح . بماذا تنصحونني فضيلتكم ؟
بتاريخ : 19-03-2010 الساعة : 07:00 PM
حاولت الإقلاع عن التدخين ولم أنجح . بماذا تنصحونني فضيلتكم ؟

الجواب
أولاً : أن تَعلم أن مسؤول عن صحّتك ، فهي نعمة من أكبر الـنِّـعم ، والصِّـحَّـة لا تُقدّر بِثمن .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : الصحة غِنى الجسد .
وعن يونس بن عبيد أن رجلا شكا إليه ضِيق حاله ، فقال له يونس : أيسرك أن لك ببصرك هذا الذي تُبْصِر به مائة ألف درهم ؟ قال الرجل : لا . قال : فَبِيَدِك مائة ألف درهم ؟ قال : لا . قال فَرِجْلِيَك ؟ قال : لا . قال : فَذَكَّره نِعَم الله عليه ، فقال يونس : أرى عندك مئين ألوفا وأنت تشكو الحاجة !
ثانياً : أن تتذكّر عند شراء الدخّان أنك موقوف بين يدي الله مسؤول عن مالك : من أين اكتسبته ؟ وفِيمَ أنفقته ؟
قال صلى الله عليه وسلم : لا تزول قدم بن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فِيمَ أفناه ؟ وعن شبابه فِيمَ أبلاه ؟ وماله من أين اكتسبه ؟ وفِيمَ أنفقه ؟ وماذا عمل فيما علم ؟ رواه الترمذي .
ثالثاً : أن تعلم أن المال في الحقيقة هو مال الله ، استخلفَك فيه ، لينظر ماذا تعمل فيه ؟
قال تعالى : ( وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ) ، وقال تعالى : ( وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون . رواه مسلم .
رابعاً : أن يكون تركك للتدخين لله ، فإن الله إذا عَلِم منك ذلك أعانَك على تركه .
قال ابن القيم رحمه الله : فائدة جليلة :
إنما يَجِد المشقة في ترك المألوفات والعوائد مَنْ تَرَكَها لغير الله ، فأما مَنْ تَرَكَها صادقاً مُخلِصا من قلبه لله فإنه لا يَجِد في تركها مشقة إلا في أوّل وَهْلَة لِيُمْتَحَن أصادق هو في تركها أم كاذب ؟ فإنْ صَبَرَ على تلك المشقة قليلا استحالت لذّة . قال ابن سيرين : سمعت شُريحاً يحلف بالله : ما تَرَكَ عبد لله شيئا فَوَجَدَ فَقْدَه . وقولهم : من ترك لله شيئا عوّضه الله خيراً منه ؛ حق . والعِوَض أنواع مختلفة ، وأجلّ ما يُعوّض به الأُنْسُ بالله ومحبته وطمأنينة القلب به ، وقوته ونشاطه وفرحه ورضاه عن ربه تعالى . اهـ .
خامساً : أقنِع نفسك بحقيقة لا تجهلها ، وهي أن الدخان ليس فيه منفعة واحدة ، وأضراره أكثر من أن تُحصى .
وقد ذَكَر بعض العلماء أن الحمار لا يُمكن أن يأكل أوراق شجر التبغ ! الذي يُصنَع منه الدخان أو يَدخل في صناعتها ليشربه بعض بني آدم !
وأثبت لنفسك أنك رجل !
فالرجل من يَغْلِب شهوته لا من تَغْلِبه شهوته .
وأنك تستطيع الصبر عنه ..
ولكن الشيطان يُسوّل للمدخِّن أنه لا يستطيع أن يَصبر عن التدخين ساعة !
قبل عدة أسابيع قابلت رجلا مُسِنّـاً في أحد المستشفيات ، وقد خَرَج من المستشفى لِـيُدخِّن ثم يَرجع إلى سريره !
فلما رأيته سألته : هل يُسمن هذا ويُغني من جوع ؟
قال : لا
قلت : فهل ينفعك : قال : لا .. بل يضرّ ، ولكني ابتُلِيت !
قلت : هل تصبر عنه ؟
قال : لا
قلت له : وفي رمضان كم تصبر عنه ؟!
قال : حوالي خمس عشر ساعة
قلت : فكيف صبرت عنه في رمضان ؟
قال : لأني صائم !
قلت : فأقنِع نفسك بأنك في رمضان ، وأن رمضان طيلة العام !
قال : لكن .. ما يأتي المغرب إلا وعيني على علبة الدخّان !
قلت له : وفي الظهر عينك على علبة الدخّان ؟
قال : لا .
قلت : اجعل نهارك كله ظهر رمضان !
فالمسالة تحتاج قناعة شخصية ، وإرادة قوية .
وقبل ذلك تحتاج إلى استعانة بالله ، وأن يكون ترك التدخين لله لا لغيره .
سادساً : الابتعاد عن المواطن والجلسات والأماكن التي تُعينك على المعصية ، وتُذكّرك بالتدخين .
واسأل الله أن يُجنّبك هذا الضار الْمُضرّ .
وهذا الخبيث الْمُنْتِن .
الذي لو لم يكن فيه نفع لكان خبيثا لِخُبْث رائحته .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|