|
|
المنتدى :
إرشـاد اللبـاس والزيـنـة
ما رأيك في مَن يقول : إن إلزام الصغيرات باللباس يكون سلباً لبراءتهن ؟
بتاريخ : 26-03-2010 الساعة : 07:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رأيكم في من يقوُل أننا بإلزامنا لبناتنا الصغيرات باللباس المحتشم و الساتر لها ، يكون سلباً لبراءتهن ؟ و بأننا نصنع فتيات ، قد ينحرفن في المستقبل بسبب تحديدنا لملابسهن و عدم تركهن على هوائهن في اختيار ملابسهن ؟؟؟؟؟
ما رأيكم ؟!

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا مما أوحَى به الشيطان إلى أوليائه مِن دُعاة التغريب ! ثم ردده بعض السُّذَّج ! أين هذا من تربية النبي صلى الله عليه وسلم للأطفال ؟
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعامِل الأطفال معاملة الرجال . ومن ذلك : أنه كان عليه الصلاة والسلام يَمُرّ بالصبيان فيُسلِّم عليهم . فَعَن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه مَرّ عَلى صبيان فَسَلَّم عليهم ، وقال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله . رواه البخاري ومسلم .
وقال أنس رضي الله عنه : أتَى عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألْعَب مع الغلمان ، قال : فَسَلَّم علينا ، فبعثني إلى حاجة فأبطأتُ على أمِّي ، فلما جئت قالت : ما حبسك ؟ قلت : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة . قالت : ما حاجته ؟ قلت : إنها سِرّ ! قالت : لا تُحَدِّثَنّ بِسِرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا . رواه البخاري ومسلم .
ولَمّا أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثِيَاب فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ ، قَالَ : مَنْ تَرَوْنَ نَكْسُوهَا هَذِهِ الْخَمِيصَةَ ؟ فَأُسْكِتَ الْقَوْمُ ، قَالَ : ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِد ، فَأُتِيَ بِها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَلْبَسَنِيهَا بِيَدِهِ ، وَقَالَ : أَبْلِي وَأَخْلِقِي مَرَّتَيْنِ ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَلَمِ الْخَمِيصَةِ وَيُشِيرُ بِيَدِهِ إِلى أم خالد ، وَيَقُولُ : يَا أُمَّ خَالِد هَذَا سَنَا ! وَيَا أُمَّ خَالِد هَذَا سَنَا ! وَالسَّنَا بِلِسَانِ الْحَبَشِيَّةِ الْحَسَنُ . رواه البخاري .
وتربية البنات على الحشمة هو من التربية على معالي الأمور . وتركهن وما أرَدْن تربية على سفاسف الأمور . وكم تأسَف عندما ترى بنت التاسعة والعاشرة وقد تُرِك لها اختيار لباس لا يُناسب فتاة تنتمي لهذا الدِّين فضلا عن أن يأذن لها بِلُبْسِه عاقل ! وحُجّتهم أنها صغيرة !
ثم تشبّ على ذلك وتنشأ عليه ، وتستسيغه ولا تُنْكِره .. وإذا قيل لها في ذلك .. ردّت بسوء أدب : أبي وأمي لم يُنكِروه عليّ ! وكأنها ابنة أحد العشرة المبشّرين بالجنة ! وإنما يتربّى الإنسان على ما عُوِّد عليه في الصِّغَر .
وينشأ ناشيء الفِتيان فينا *** على ما كان عوّده أبوه
وإنما يكون سَلْب البراءة في تعرية البنات ، وتركهن لُقمة سائغة لكل ناهِب ! وفريسة سهلة لكل ذئب . وكم جَرّت بعض تلك الملابس مِن ويلات .. وحصل بسببها مِن مُشكلات ومصائب .. وعند مراكز الهيئات والشُّرَط الخبر اليقين .
بل ما وقعت الفاحشة بين المحارِم إلاّ بسبب مثل تلك الملابس .. تساهلوا فيها في الصغر فلمّا اشتدّ العُود صعُبت تثنيته وتغييره !
وفي الحِكَم :
قَدْ يَنْفَعُ الأَدَبُ الأَحْدَاثَ فِي مَهَل *** وَلَيْسَ يَنْفَعُ بَعْدَ الْكِبَرِ الأَدَبُ
إنَّ الْغُصُونَ إذَا قَوَّمْتَهَا اعْتَدَلَتْ *** وَلا تَلِينُ إذَا قَوَّمْتَهَا الْخُشُبُ
قال ابن مُفلِح : كَانَ يُقَال مَنْ أَدَّبَ ابْنَهُ صَغِيرًا ، قَرَّتْ بِهِ عَيْنُهُ كَبِيرًا . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَنْ لَمْ يُؤَدِّبْهُ وَالِدَاهُ أَدَّبَهُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ !
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|