|
|
المنتدى :
قسـم الفتـاوى العامـة
هل يجوز الفضفضة والحديث عما يجول في النفس من كدر ومشاكل ؟
بتاريخ : 05-04-2010 الساعة : 05:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي بارك الله فيكم وأثابكم
يتعلق بالحزن ومواجهة البلاءات الحياتية بشيء من البكاء والجزع ..
وربمـا إشراك الآخرين في هذه المشاكل عن طريق الفضفضة والكلام بغية الترويح عن النفس دون أن يخلو هذا الحديث من حمد الله وشكره على كل حال وبلاء ..
فهل في هذا التصرف ما يجلب الذنب ..
سواء من ناحية البكاء
أو من ناحيـة الفضفضة والحديث عما يجول في النفس من كدر ومشاكل ..
كان يقول المرء ( أعاني آلاما وأواجه مشاكلا وأتكبد أحزانـا وبي من المصائب كذا وكذا )
وغيرها من صور الفضفضة المختلفة ..
أفتنا يا شيخ
جزاك الله الجنـة ..
وبارك فيك

الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
أما الجزع والتسخّط فهو مذموم .
وأما الشكوى فليست مذمومة إلاّ إذا تضمّنت شِكاية الله على خلْقِه .
فإن إخوة يوسف عليه الصلاة والسلام قالوا : (يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ) .
قال القرطبي : وهذا ما لم يكن الـتَّشَكِّي على سَبيل الـتَّسَخُّط ، والصبر والتجلّد في النوائب أحسن ، والتعفف عن المسألة أفضل ، وأحسن الكلام في الشكوى سؤال المولى زوال البلوى . اهـ .
وفي المسْنَد : قال الزبير بن عدي : شَكونا إلى أنس بن مالك ما نلقى من الحجاج ! فقال : اصبروا فإنه لا يأتي عليكم عام - أو يوم - إلاّ الذي بعده شرّ منه ، حتى تلقوا ربكم عز وجل . سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم .
وقال أبو طلحة رضي الله عنه : شَكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع .. رواه الترمذي .
قال القرطبي في تفسيره : فأما الشكوى على غير مُشْك فهو السَّـفَه ، إلاَّ أن يكون على وَجه البثّ والـتَّسَلِّي . اهـ .
وقال الشاعر :
ولا بُدّ مِن شَكوى إلى ذي مروءة *** يُواسيك أو يُسَلّيك أو يتوجّع !
وسبق :
هل يعتبر بكاء الإنسان على حكم الله وقضائه من ضعف الإيمان ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=793
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|