|
|
المنتدى :
قسـم الفتـاوى العامـة
هل تجوز الاستفادة من نظام حافِـز للأشخاص الذين لا يعزمون على تقديم وظيفة ؟
بتاريخ : 29-09-2012 الساعة : 04:24 AM
سائلة تقول : أنا سعودية متزوجة ولدي أبناء ومسؤوليات متعددة أتمنى أن أحصل على وظيفة لكني متأكدة أنني لن أستطيع الخروج خارج المنزل لأي وظيفة كانت بسبب مسؤوليتي في المنزل وبسبب رفض زوجي للعمل خارج المنزل . وسجلت في حافز للباحثين عن العمل وأهلت قبل يومين فيه ، ومن المؤكد أن الإعانة المالية ستجري لي بعد التأهيل .
سؤالي هو : هل أنا مستحقة لتلك الإعانة المالية ؟ خصوصا أني كما سبق وقلت أني لا أستطيع العمل خارج المنزل وهل الإعانة المالية حق فقط للباحثين عن العمل دون غيرهم ؟
وفي الحقيقة أني أتمنى العمل ولم أسجل في حافز إلا بعد ما أخذت موافقة زوجي لكني متأكدة أني لن أستطيع الخروج للعمل ، والإعانة المالية من المؤكد أني أرغب بها لكن أخاف أن تكون محرمة لمثلي أو أني لا أستحقها .
أفدني يا شيخ جزاك الله الجنة وجزاكم الله خيراً

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .
المعروف أن تلك الإعانة صَدَرت ابتداء للعاطِلين عن العمل ، وليس للباحثين عن العمل .
وطالما أنها كذلك ، فيجوز لك التسجيل والحصول عليها .
بالإضافة إلى أن لِكُلّ مسلم حقّ في بيت المال .
وكان الخلفاء يُعطون الناس أعطياتهم بِقَدْر منازلهم .
قَالَ الْقَاسِمُ : وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَعْطَى النَّاسَ أُعْطِياتِهِمْ يَسْأَلُ الرَّجُلَ : هَلْ عِنْدَكَ مِنْ مَالٍ قَدْ وَجَبَتْ فِيهِ الزَّكَاةُ ؟ فَإِنْ قَالَ : نَعَمْ ، أَخَذَ مِنْ عَطَائِهِ زَكَاةَ ذَلِكَ الْمَالِ ، وَإِنْ قَالَ لا ، سَلَّمَ إِلَيْهِ عَطَاءَهُ . رواه الإمام مالك في الموطأ .
وصَعِدَ عُمَر الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّا أَجْرَيْنَا عَلَيْكُمْ أَعْطِيَاتِكُمْ وَأَرْزَاقَكُمْ فِي كُلِّ شَهْرٍ وَفِي يَدَيْهِ الْمُدْيُ وَالْقِسْطُ ، قَالَ: ثُمَّ حَرَّكَهُمَا فَمَنِ انْتَقَصَهُمْ فَفَعَلَ اللَّهُ بِهِ كَذَا وَكَذَا . قَالَ : فَدَعَا عَلَيْهِ .
وقال الحسن البصري : سمعت عُثْمَان يخطب وَهُوَ يَقُول : يا أيها الناس، مَا تنقمون عليّ ؟ وما من يَوْم إلاَّ وأنتم تقسمون فِيهِ خيرا .
قال الْحَسَن: وشهدت مناديا يُنادى: يا أيها الناس، اغدوا على أعطياتكم ، فيغدون ، ويأخذونها وافية . يا أيها الناس، اغدوا على أرزاقكم فيأخذونها وافية ، حَتَّى والله سمعته أذناي يَقُول : اغدوا على كسواتكم ، فيأخذون الْحُلَل .
واغدوا على السمن والعسل . قال الْحَسَن : أرزاق دارة وخير كَثِير .
وكان عليّ رضيَ اللّهُ عنه يَقْسِم مَا جَاءَهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ يَأْمُرُ بِبَيْتِ الْمَالِ فَيُنْضَحُ وَيُصَلِي فِيهِ .
وحَدَّث سُلَيْمَانُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ أَنَّهُ شَهِدَ عَلِيًّا أَعْطَى أَرْبَعَةَ أُعْطِيَاتٍ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ ، ثُمَّ نَضَحَ بَيْتَ الْمَالِ فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ !
وقال عُرْوَة بن الزُّبَيْرِ سَمِعْتُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مُعَاوِيَةَ، قَدْ أَمَرَ بِأُعْطِيَاتِكُمْ وَافِرَةً غَيْرَ مَنْقُوصَةٍ، وَقَدِ اجْتَهَدَ نَفْسَهُ لَكُمْ، وَقَدْ عَجَزَ مِنَ الْمَالِ مِائَةُ أَلْفٍ، وَذَلِكَ لِمَا دَخَلَ فِيكُمْ مِنَ الإِلْحَاقِ وَالْفَرَائِضِ، وَقَدْ كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ آخُذَهَا مِنْ صَدَقَةِ مَالِ الْيَمَنِ إِذَا مَرَّتْ عَلَيْنَا، قَالَ: فَجَثَا النَّاسُ عَلَى رُكَبِهِمْ , فَنَظَرْتُ إِلَيْهِمْ يَقُولُونَ: لا وَاللَّهِ ، مَا نَأْخُذُ مِنْهَا دِرْهَمًا وَاحِدًا، إِنَّا نَأْخُذُ حَقَّ غَيْرِنَا، إِنَّمَا مَالُ الْيَمَنِ صَدَقَةٌ، وَالصَّدَقَةُ لِلْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ، وَإِنَّمَا عَطَاؤُنَا مِنَ الْجِزْيَةِ، فَاكْتُبْ إِلَى مُعَاوِيَةَ يَبْعَثُ إِلَيْنَا بِبَقِيَّةِ عَطَائِنَا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِقَوْلِهِمْ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مُعَاوِيَةُ بِبَقِيَّتِهِ .
كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - وَهُوَ بِالْعِرَاقِ - أَنِ أَخْرِجْ لِلنَّاسِ أُعْطِيَاتِهِمْ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْحَمِيدِ : إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ لِلنَّاسِ أُعْطِيَاتِهِمْ، وَقَدْ بَقِيَ فِي بَيْتِ الْمَالِ مَالٌ . فَكَتَبَ إِلَيْهِ : أَنْ انْظُرْ كُلَّ مَنِ ادَّانَ فِي غَيْرِ سَفَهٍ وَلا سَرَفٍ فَاقْضِ . فَكَتَبَ إِلَيْهِ : إِنِّي قَدْ قَضَيْتُ عَنْهُمْ ، وَقَدْ بَقِيَ فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ مَالٌ . فَكَتَبَ إِلَيْهِ : أَنِ انْظُرْ كُلَّ بِكْرٍ لَيْسَ لَهُ مَالٌ، فَسَأَلَ أَنْ تَزَوِّجَهُ ، فَزَوِّجْهُ وَأَصْدِقْ عَنْهُ . فَكَتَبَ إِلَيْهِ : إِنِّي قَدْ زَوَّجْتُ كُلَّ مَنْ وَجَدْتُ وَقَدْ بَقِيَ فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ مَالٌ . فَكَتَبَ إِلَيْهِ بَعْدَ مَخْرَجِ هَذَا : أَنِ انْظُرْ مَنْ كَانَتْ عَلَيْهِ جِزْيَةٌ فَضَعُفَ عَنْ أَرْضِهِ ، فَأَسْلِفْهُ مَا يَقْوَى بِهِ عَلَى عَمَلِ أَرْضِهِ ، فَإِنَّا لا نُرِيدُهُمْ لِعَامِهِمْ هَذَا وَلا لِعَامَيْنِ.
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|