[راجية العفو]

السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


شيخنا الفاضل ، بارك الله في علمكم ونفعنا بهِ ، ورزقكم من حيث لا تحتسبون ، وفرّج عنكم كل كرب وحزن وهم وجميع المسلمين .. آمين


طلبت مني أخت غالية أن أسأل شيخاً ثقة عن حكم هذه العبارة ، وذكرت بأنها دارجة جداً بين الأخوات في الفترة الحالية ، وهي قولهم ( يارب قل لأمنياتي كوني ) أو ( اللهم قل لأمنياتي كوني ) ..

وفي نفسها من تلك العبارة شيء ، ولكنها تريدُ حكم الشرع في ذلك ؛ لتنصح الأخوات ، وتُعمم الفتوى ..


وجزاكم الله عنا خير الجزاء وبارك فيكم وفي علمكم وعملكم وأعماركم وأمدّها على طاعته وفي مرضاته ،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

من حيث اللفظ لا إشكال ، فإن الله عَزّ وَجَلّ وصَف نفسه فقال : (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) .
وإنما الإشكال في الإجمال .
والإجمال في قول ( أمنياتي ) ، ولعل هذا بسبب العجز عن الدعاء بِما يُريده الإنسان .
والله عَزّ وَجَلّ يُحِبّ الْمُلِحّين في الدعاء .

وأما قوله عليه الصلاة والسلام : أَيّهَا النّاسُ اتّقُوا اللّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطّلَبِ ، فَإِنّ نَفْساً لَنْ تَمُوتَ حَتّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا ، وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا ، فَاتّقُوا اللّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطّلَبِ . خُذُوا مَا حَلّ ، وَدَعُوا مَا حَرُمَ .
فإن معنى " أجمِلوا في الطلب " : اعتدلوا ولا تُفرِطوا فيه ، وأن لا يتكلَّف الإنسان في ذكْر تفاصيل الدعاء التي يُكتَفَى عنها بالإجمال .


والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية