[نسمات الفجر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسأل : هل الاحتساب كافي للتمييز بين أضداد الأخلاق ؟
وكيف يكون المسلم عزيز دون كبر ، و متواضع دون مهانة ، وحليم دون جبن (خصوصا في حالة عدم القدرة على رد الصاع)
ومن فضلك علق على هذا الموقف
يسأل: أردت إكرام زميل لي فقبل أن يجلس قمت بإخراج منديل ومسحت كرسيه ، ثم ما لبثت وأنبت نفسي ، كيف أفعل هذا وأقلل من شأني بهذا الفعل ؟!
فأرجو التوجيه وآمل الاستفاضة في الإجابة لأهمية الموضوع ، حيث يعلم الجميع أهمية حسن الخلق ، كما للبخاري في الأدب المفرد وابن حبان والحاكم والطبراني من حديث أسامة بن شريك " قالوا : يا رسول الله من أحب عباد الله إلى الله ؟ قال : أحسنهم خلقا " وفي رواية عنه " ما خير ما أعطي الإنسان ؟ قال : خلق حسن "
ولكن التطبيق يصعب في ظل عدم العلم بحدود كل خلق وتميزه عن الآخر .
وجزاكم الله خيرا.



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

لا يَكْفي الاحتساب للتمييز بين أضداد الأخلاق ، بل لا بُدّ مِن تدريب النفس وأطْرِها على مكارم الأخلاق ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : ومَن يَتصبّرْ يُصبّرْهُ اللّه ، وما أُعطِيَ أحدٌ عطاءً خيرا وأوسعَ منَ الصبر " رواه البخاري ومسلم .
وعلى الإنسان أن يُعوِّد نفسه على الصبر ، والأشياء تُؤخذ بِالـتَّعَوّد ، كما قال عليه الصلاة والسلام : إنما العِلْم بالتَّعَلُّم ، وإنما الْحِلْم بالتَّحَلّم . مَن يَتَحَرّ الخير يُعْطَه ، ومَن يَتَّقّ الشَّرَّ يُوقَه . رواه الطبراني في الأوسط ، وصححه الألباني .

والأخلاق منها ما هو مُكتَسَب ، ومنها ما هو جِبلّي .

وأما الموقف الذي ذَكَرتَه فليس فيه تقليل مِن شأن الـنِّفْس ، بل هو مِن تقدير الآخَرين ، وهو مِن التواضع ، فإن أفضل الْخَلْق عليه الصلاة والسلام هَمّ بِمَسَح مُخَاط أسامة بن زيد رضي الله عنهما .
قالت عائشة رضي الله عنها : أراد النبي صلى الله عليه و سلم أن يُنَحِّي مُخَاط أسامة ، فَقُلْت : دَعْنِي حتى أكون أنا الذي أفعل . قال : يا عائشة أَحِبِّيه ، فإني أُحِبّه . رواه الترمذي ، وحسنه الألباني .

وسبق :
التواضع والبَسَاطَة في حياة سيّد السّادة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11718

أريد من فضيلتكم توجيه لكي أعفو عن من ظلمني
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10051

حَافِظ عَلَى هُدوئك
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4509

ما حُـكم هذه العِبارة ( إن كان أنفهُ فوق النجوم فإن النجوم تحت قدمي ) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13595

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض