|
|
المنتدى :
تزكية النفس وما يتعلق بها
يُصيبني العُجب كلما شاركت بنصيحة في المنتديات فكيف أتخلّص مِن الرياء ؟
بتاريخ : 24-10-2016 الساعة : 11:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شيخنا الكريم هذا تساؤل لأحد الإخوة , يقول السائل :
أنا رجل في طريق الالتزام و أسعى لأن أكون داعية في سبيل الله و أحاول إسداء النصح للآخرين و إنكار المنكر ما استطعت خاصةً في المنتديات , لكن المشكلة تكمن في الإخلاص في العمل, تكون نيتي في مطلع الأمر خالصة لوجه الله لكن ما إن أبدأ بالشروع بالعمل الدعوي حتى تنقلب النية إلى رياء , و أجاهد نفسي كثيرًا في ذلك و لا فائدة حتى كدت أيأس و أفكر في ترك العمل الدعوي
و أحيانًا تكون المشكلة موجودة لكن ليس حين إسداء النصيحة و لكن بعد الفراغ منها
مثلاً إذا أردت نصح الناس في الإنترنت , تكون نيتي خالصة لوجه الله و ما إن أكتب النصيحة حتى أجد سيل عظيم من الثناءات و العبارات المنمقة فتنقلب نيتي من إخلاص لوجه الله إلى رياء و أصاب بالعجب بنفسي كثيرًا و أعلم أن نفسي أحقر من أن أعجب بها , فماذا أفعل تعبت وأنا على هذا الحال

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .
على الإنسان أن يسعى لِنيل رضا الله وطَلب مرضاته ، وأن لا يلتفت إلى الناس .
ومما يُعين على ذلك أن يعلم الإنسان أن الناس لا يملكون لأنفسهم – فضلا عن غيرهم – نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا .
قال عبد القادر الكيلاني رحمه الله أنه قال : كُن مع الحق بلا خَلْق ، ومع الْخَلْق بِلا نَفْس .
قال ابن القيم مُعَلِّقًا : فتأمل ما أجلّ هاتين الكلمتين مع اختصارهما ، وما أجمعهما لقواعد السلوك ، ولكل خُلُق جميل . اهـ .
أي : تَعامَل مع الله كأنك لا ترى أحدا مِن الْخَلْق ، وتَعَامَل مع الْخَلْق مِن غير حظوظ نَفْس .
وأن يُجاهِد نفسه على الإخلاص ، فهو مِن أصعب الأشياء على النفوس .
قال سُفيان الثوري : ما عالجت شيئا أشد على مِن نِيَّتِي ؛ لأنها تنقلب عليّ .
وعن يوسف بن أسباط قال : تخليص النية مِن فسادها أشدّ على العاملين من طول الاجتهاد .
وسبق :
تَرْك العمل خشية الرياء
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5044
كيف أدفع الرياء عن نفسي
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3909
ما هي علامات الإخلاص وعلامات الرياء ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5036
هل الرياء يدخل على الصالحين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5038
هل تحدّث الإنسان عن طاعاته يعتبَر رياء ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5040
وأما إذا عَمِل الإنسان العمل ثم سَمِع ثناء الناس ومدحهم ؛ فهذا مِن عاجل بُشْرَى المؤمن ، وكلّ إنسان أدرى بِِنَفْسِه وأعْرَف بها .
فيحمد الله على جَميل ما نَشَر ، وعلى قبيح ما سَتَر .
كان بعض السلف يقول : لا أدري أيهما أحقّ بالشكر : جَمَيل ما أظْهَر ، أو قبيح ما سَتَر ؟
وسبق :
عاجل البشرى
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5035
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
|
|
|
|
|