[نسمات الفجر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم شيخنا الكريم ونفع بكم
يا شيخ، قبل كم يوم قال لنا دكتور عن قاعدة فقهية تقول فيما معناه ( إذا اختُلف في مسألة ما بين نعم أو لا، فافعل ما شئت ) ! هل هذه القاعدة الفقهية صحيحة ؟
أنا ما اقتنعت فيها وكنا نتناقش بموضوع تحريم الموسيقى وهو كان مصر أنه عادي وفيه علماء اختلفوا في تحريمها ! وأنا أصريت أنها حرام وذكرت له حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
البنيات ( الطالبات ) تشككوا بالموضوع وأبا أبين لهم الصح من الغلط
وضح لي يا شيخ إذا هالقاعدة صحيحة وإلا لا
وجزاك الله كل خير



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

هذا غير صحيح من ثلاث جهات :

الأولى : أنه خلاف ما قَرَّرَه العلماء مِن أنه إذا تعارَض حاظِر ومُبيح ، قُدِّم الحاظِر ، أو بعبارة أخرى : ما اجْتَمَع مُحَرِّم ومُبِيح إلاَّ غُلِّب الْمُحَرِّم .
ويُعبّرون عنها أيضا بـ : أن الْمَنْع مُقدَّم على الإباحة .

الثانية : أنه ليس مِن مسألة إلاّ وفيها خلاف حتى مسائل العقيدة ، فهل يعني هذا القول : أن يُرخّص في كل مسألة جَرَى فيها الخلاف ، وقيل فيها بالجواز وعدمه ؟!
ولو اتُّبِع هذا الْمَسْلَك لاجتمع الشرّ في مُتَّبِع ذلك !
قال سليمان التيمي : لو أخذت بِرُخصة كل عالِم ، أو زلّة كل عالِم ؛ اجتمع فيك الشر كله .
وقال الإمام الأوزاعي : مَن أخذ بِقول الْمَكِّيين في المتعة ، والكوفيين في النبيذ ، والمدَنِيِّين في الغناء ، والشاميين في عِصمة الخلفاء ؛ فقد جَمَع الشَّرَّ . اهـ .

الثالثة : أن مقتضى هذا القول : تَرْك التورّع والاحتياط ، وتَرْك المتشابِهات ، وقد أمِرْنا بالتورّع وترْك المتشابِهات وما يَرِيب المؤمن .

وسبق :
ما حكم الإنكار على من يصور إذا كان يحتجّ بفتاوى الجواز ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11196

ماذا نفعل عند الاختلاف في الفتوى ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15884

شبهة تقول : (الفقه الإسلامي بحاجة إلى تجديد لأحكامِه .. )
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1924

سؤال عن اختلاف العلماء في الفتاوى ومعنى الاختلاف رحمة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5607

هل يُعمَـل بحديث (استفتِ قلبك) إذا اختلفت الأحكام حول المسألة الواحِدة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5441

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم