|
|
المنتدى :
قسـم البـدع والمـحدثـات
كيف نجمع بين اللطف في الدعوة والشدة مع المبتدع
بتاريخ : 15-02-2010 الساعة : 08:33 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شيخي الفاضل
كيف التوفيق بين ما ورد في الأثر عن السلف الشدة و القسوة مع المبتدعة و لا مجال لذكرها الآن، وما ورد أيضا للجدال بالتي هي أحسن و اللين و اللطف حتى مع النصارى أحيان للدعوة ا ؟؟
جزاكم الله خير

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
لكل مقام مقال .. ولكل حالة عِلاج
فالنصارى ضُلاّل ، واليهود مغضوب عليهم .
والبدعة على قسمين : كُبرى وصُغرى .
قال الإمام الذهبي : البدعة على ضربين :
فبدعة صغرى ، كغلو التشيع ، أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرّف ، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق ، فلو رُدّ حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية ، وهذه مفسدة بينة .
ثم بدعة كبرى ، كالرفض الكامل والغلو فيه والحطّ على أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - والدعاء الى ذلك ؛ فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة . وأيضا فما استحضر الآن في هذا الضرب رجلا صادقا ولا مأمونا ، بل الكذب شعارهم ، والتقية والنفاق دثارهم ، فكيف يُقبل نَقْل من هذا حاله حاشا وكلا ؟
فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من تكلم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارب عليا - رضي الله عنه - وتَعرّض لسبِّهم ، والغالي في زماننا وعرفنا هو الذى يُكفِّر هؤلاء السادة ويتبرأ من الشيخين أيضا ، فهذا ضال مُعَثَّر . اهـ .
ولذلك كفّر العلماء الزنادقة وأهل الرِّدة ، ومن قال بالاتِّحاد أو بالحلول ، كـ ابن عربي الصوفي ( الملحِد الأكبر ) وكـ الحلاّج ، الذي قُتِل على الزندقة .
والبدعة الصُّغرى يحتمل أهل العلم صاحبها ، ولا يُشدّدون في التعامل معه ؛ لأنه قريب من السنة ، ويُرجى زوالها ، بخلاف البدعة الكبرى ؛ فإنها مُتضمّنة للرِّدَّة ، والْمُرْتَدّ أشدّ كُفرا من الكافر الأصلي .
ألا ترى أن الكافر الأصلي يُدعى إلى الإسلام ، وإن كان كِتابيا - يهوديا أو نصرانيا - أُقِرّ على دِينه وأُخِذت منه الجزية ؟ بينما الْمُرْتَدّ لا يُقبل منه غير الإسلام ، بل بعض أهل العلم يَرى أنه يُقتَل ولا يُستتاب ! وبعض أهل العلم يَرى أن توبة الْمُرْتَدّ لا تُقبَل .
فمن هنا كان التشديد على البدع وأهلها . مع أن العلماء يُفرِّقون بين مُعاملة المبتدع الحيّ الذي يُرجى رجوعه وتُرجى عودته وتوبته من بدعته ، وبين الذي مات وخَلّف عِلْما يُنتفع به .
مع ما تتضمنه البِدَع مِن سوء أدب مع مقام النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنها من التقدّم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد نُهينا عن ذلك . ولأنها - أي البِدَع - فيها إتِّهام للنبي صلى الله عليه وسلم بأنه لم يُبلِّغ البلاغ المبين !
ولذا قال الإمام مالك رحمه الله : من ابتدع في الدين بدعة فرآها حسنة فقد اتـَّـهَم أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فإن الله يقول : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا .
ولهذه الشِّدَّة أصل في السنة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُشدِّد في التعامل مع من رَسَخ في الإسلام ، بِخلاف من لم ترسخ قدمه في الإسلام .
وكنت ذكرتُ إلى أمثلة هنا :
قَـطَـع الله يــدك !
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1616
هل يجوز الترحم على كبار أو رؤوس المبتدعة (مع الدليل)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4128
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
|
|
|
|
|