|
|
المنتدى :
قسـم البـدع والمـحدثـات
هل صح عن ابن عباس تأويله لصفة النزول بأنها الرحمة
بتاريخ : 16-02-2010 الساعة : 06:10 PM
أحسن الله إليكم ياشيخ السؤال في عقيدة الصفات :-
عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له. ( رواه البخاري ومسلم).
السؤال33 : هل صح عن ابن عباس تأويله لصفة النزول بأنها الرحمة , وهل صح في الآثار عنه أو عن غيره تأويلٌ لهذه الصفة ؟
بحثت كثيراً في هذه الدعوى , وأرجو توضيح هذه الشبهة حيث أن مذهب المأولة لم يظهر إلا بعد المائة الثالثة من الهجرة حسب مادرسنا , فكيف بنسبته لصحابي في القرن الأول.
أرجو التوضيح فقد أشكلت علينا الدعوى وأحزننا من يزعمها في قطر

الجواب :
وأحسن الله إليك .
لا يصِحّ تأويل صِفَة النُّزُول عن أحد من الصحابة ، وإنما جاء هذا التأويل عن أهل البِدَع !
وتأويل صِفَة النُّزُول بالرحمة تأويل فاسد !
قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي : ادَّعَى الْمُعَارِض أن الله لا يَنْزِل بِنفسه إنما يَنْزِل أمره ورحمته ، وهو على العرش بكل مكان من غير زوال ؛ لأنه الحي القيوم ، والقيوم - بِزَعْمِه - من لا يزول .
فيقال لهذا المعارِض : وهذا أيضا مِن حُجج النساء والصبيان ! ومن ليس عنده بَيان ، ولا لمذهبه برهان ؛ لأن أمْر الله ورَحمته يَنْزِل في كل ساعة ووقت وأوان ، فما بال النبي صلى الله عليه وسلم يَحُدّ لِنُزُوله الليل دون النهار ؟ ويوقت من الليل شطره أو الأسحار ؟ أفَبِأمْرِه ورحَمته يدعو العباد إلى الاستغفار ؟ أو يُقَدِّر الأمر والرحمة أن يتكلما دونه ، فيقولا : هل من داع فأجيب ؟ هل مِن مستغفر فأغفِر له ؟ هل من سائل فأعطي ؟ فإن قررت مذهبك لَزِمَك أن تَدَّعِي أن الرحمة والأمر اللذين يدعوان إلى الإجابة والاستغفار بكلامهما دون الله ! وهذا محال عند السفهاء فكيف عند الفقهاء ، وقد علمتم ذلك ولكن تُكابِرون .
وما بَال رَحمته وأمْره يَنْزِلان من عنده شطر الليل ثم لا يَمكثان إلاَّ إلى طلوع الفجر ثم يُرفعان ؟
وقد علمتم - إن شاء الله - أن هذا التأويل أبطل باطل لا يقبله إلاّ كل جاهل ! . اهـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|