|
|
المنتدى :
قسـم المحرمـات والمنهيات
حُرمة رسالة (صلوا أرحامكم بـ ألو ، فإن لم تستطيعوا فبمسج)
بتاريخ : 09-02-2010 الساعة : 08:24 AM
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك يا شيخ عبد الرحمن وأمد الله في عمرك على طاعته
فإن في الآونة الأخيرة كثرة رسائل الجوال الخطيرة التي تؤدي بصاحبها والعياذ بالله إلى الكفر , فمثل هذه الرسالة التي تقول :
عن أبي نوكيا الهاتفي قال: ((صلوا أرحامكم بـ ألو ، فإن لم تستطيعوا فبمسج)) متفق عليه
فما تعليقك يا شيخ على هذه الرسائل
وجزاك الله خيرا

الجواب:
أعوذ بالله من الخذلان
هذا من الاستهزاء والسخرية بالسنة
وكُتب السنة حفظ الله بها دينه كما حفظه بكتابه ، بل نص العلماء على أنها من الذِّكر المحفوظ ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )
والسنة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع ، بل هي وحي يُوحى ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه " يعني السنة .
وفي قوله تعالى : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ) قال الإمام مالك : قول الرجل حدثني أبي عن جدي .
وما تعلّق بالسنة من تبويب وتحديث مما حفظ الله به الدِّين .
قال الإمام عبد الله بن المبارك : الإسناد من الدين ، لولا الإسناد إذاً لقال من شاء ما شاء .
إذاً فالإسناد من الدِّين .
ولا يجوز الاستهزاء بشيء من دين الله .
ومعلوم أن قول العلماء : متفق عليه . يعنون به أخرجه البخاري ومسلم ، فهو في أعلى درجات الصحة . فكيف يُقال عن مثل هذا الهراء : مُتفق عليه ؟
وقد ذكر الشيخ المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ضمن نواقض الإسلام :
الناقض السادس :
من استهزأ بشيء من دين الله أو ثوابه أو عقابه ؛ كفر ، والدليل قوله تعالى : (قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) .
قال الشيخ سليمان العلوان في كتاب " التبيان شرح نواقض الإسلام " :
الاستهزاء بشيء مما جاء به الرسول كفرٌ بإجماع المسلمين ، ولو لم يقصد حقيقة الاستهزاء ، كما لو هزل مـازحــاً .
وقد روى ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وغيرهم عن عبد الله بن عمر . قال : قال رجل في غزوة تبوك في مجلس يوماً : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ؛ أرغب بطونا ، ولا أكذب ألسنة ، ولا أجبن عند اللقاء . فقال رجل في المجلس : كذبت ! ولكنك منافق ، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم . فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن . قال : عبد الله بن عمر : فأنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم والحجارة تنكبه ، وهو يقول : يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب . ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ ) .
فقولهم : " إنما كنا نخوض ونلعب " أي : إننا لم نقصد حقيقة الاستهزاء ، وإنما قصدنا الخوض واللعب ، نقطع به عناء الطريق ، كما في بعض روايات الحديث ؛ ومع ذلك كفّرهم الله جل وعلا ؛ لأن هذا الباب لا يدخله الخوض واللعب ، فهم كفروا بهذا الكلام ، مع أنهم كانوا من قبل مؤمنين ...
فمن استهزأ بشيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ كالاستهزاء بالعلم الشرعي وأهله لأجله ، وكالاستهزاء بثواب الله وعقابه ، والاستهزاء بالآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر من أجل أمرهم به أو نهيهم عنه ، وكالاستهزاء بالصلاة سواء كانت نافلة أو فريضة ، وكذلك الاستهزاء بالمُصلّين لأجل صلاتِهم ، وكذلك الاستهزاء بمن أعفى لحيته لأجل إعفائها أو بتارك الربا لأجل تركه ؛ فهو كافـر . انتهى كلامه – حفظه الله – .
وقد ختم الإمام محمد بن عبد الوهاب نواقض الإسلام بقوله : ولا فـرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجادّ والخائف ، إلا الـمُـكرَه . انتهى .
ومن تأمل قول الله عز وجل : ( وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَة مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ )
يتبيّن له أن الله عز وجل أمر نبيّـه صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم : أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ ؟
مع أنهم لم يستهزئوا بالله ولا بآياته ولا برسوله صلى الله عليه وسلم ، وإنما استهزئوا بالصحابة كما تقدّم .
فليحذر كل الحذر أولئك الذين يخوضون فيما لا يُحسنون ، ولو كان الهدف سامياً والغاية نبيلة ؛ فإن ذلك لا يُسيغ الوقوع في المحذور .
وليس الأمر في مسألة خلافية إذا أخطأ الإنسان يُقال له : أخطأت .
بل في مسائل إذا وقع فيها واقع يُقال له : كفرت .
فالأمر في غاية الخطورة .
والله تعالى أعلى وأعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|