|
|
المنتدى :
قسـم البـدع والمـحدثـات
هل ذكر بالقرآن أن الحزن يؤثر سلبا على الجنين والمرضعة ؟؟
بتاريخ : 24-02-2010 الساعة : 02:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هذا الكلام هو تفسير الآيات؟
يؤكد العلماء أن الحزن يؤثر سلبياً على الجنين، ودرجة التأثير ليست بسيطة بل قد يؤدي إلى تشوهات خلقية خطيرة،لذلك أنصح كل أم حامل أن تكثر من الاستماع إلى القرآن (تسمع جنينها صوت القرآن كل يوم)، فهذا العمل سيجعل الجنين أكثر استقراراً
إن المعلومات التي رأيناها في هذا الخبر العلمي يقدمها الأطباء على أنها جديدة ولكن عند تدبر القرآن الكريم نلاحظ أنه أشار إلى العلاقة بين الحزن والحمل في قصة سيدتنا مريم عليها السلام. يقول تعالى مخاطبا مريم عليها السلام: (فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا * فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا * فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا) فقد أشار البيان الإلهي إلى ضرورة أن تكون المرأة الحامل فرحة وقريرة العين ولا تحزن لأن ذلك سيؤذي جنينها.
ولو تدبرنا آيات القرآن نلاحظ أن كلمة (تَحْزَنِي) وردت مرة أخرى مع أم موسى عندما أمرها ربها ألا تحزن، يقول تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ). لأن الله تعالى يعلم أن الحزن مضرّ بها وبطفلها، لأنها سترضعه وسوف يتأثر لبنها بالحزن والاكتئاب، ولذلك أرجع الله إليها طفلها لكي لا تحزن وتقر عينها، يقول تعالى بعد ذلك: (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)
وانظروا يا أحبتي كيف يتكرر الأمر الإلهي ثلاث مرات في هاتين القصتين: (أَلَّا تَحْزَنِي - وَلَا تَحْزَنِي - وَلَا تَحْزَنَ) وهذا يدل على أن الله يريد لنا ألا نحزن.
وجزاك الله خيرا ونفع بعلمك

الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
لا يَظهر ذلك ؛ لأن أمْر مريم عليها السلام أن لا تحزن ، ليس مِن أجل مولودها ، بل مِن أجلها هي ، كما قال المفسِّرون .
ويُؤيِّد ذلك قوله تعالى : (قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) وقوله بعده : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا) .
وقد روى ابن جرير عن ابن زيد في قوله : ( فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلا تَحْزَنِي ) قالت : وكيف لا أحزن وأنت معي ، لا ذات زوج فأقول مِن زَوج ، ولا مملوكة فأقول مِن سيدي ، أي شيء عذري عند الناس ؟ ( يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا ) فقال لها عيسى : أنا أكفيك الكلام .
ولا يظهر ذلك أيضا في شأن أم موسى عليه الصلاة والسلام .
فإن الله قال لها : (وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)
قال القرطبي : قوله تعالى: (وَلا تَخَافِي) فيه وَجْهَان :
أحدهما : لا تخافي عليه الغَرَق ، قاله ابن زيد .
الثاني : لا تخافي عليه الضيعَة ، قاله يحيي بن سلام .
(وَلا تَحْزَنِي) فيه أيضا وجهان :
أحدهما : لا تحزني لِفِرَاقِه ، قاله ابن زيد .
الثاني : لا تحزني أن يُقْتَل ، قاله يحيى بن سلام . اهـ .
ولو كان الأمر كذلك لَمَا أُمِرَت المرأة الحامل أن تعتدّ إذا توفّي زوجها ، وهي مع ذلك تُؤمر بالعِدّة إلى أن تضع حملها ، وتؤمر مع ذلك بالإحداد ، وترك الزينة ، والخروج من البيت طيلة فترة العِدّة . ومعلوم أن الإحداد فيه إبقاء للحزن .
والمشاهَد أن كثيرا من الأيتام قد نبغوا وأصبحوا نُجباء وعلماء ، مع حُزن أمهاتهم عند فقد أزواجهن ، سواء فقدْن أزواجهنّ وهم أطفال في سنّ مُبكِّرة ، أو كانوا حَمْلاً .
وخير شاهد على ذلك حال رسولنا صلى الله عليه وسلم ، فقد قيل في شأنه عليه الصلاة والسلام إن أباه مات وهو عليه الصلاة والسلام حَمْل ، وقيل : بل مات أبوه بعد ولادته بِستّة أشهر .
ثم ماتت أمه وعمره عليه الصلاة والسلام ستّ سنين ، وقيل : أربع سنين .
وسير العلماء حافلة بالإنجازات ، رغم أن منهم من نشأ يتيما ، منهم من مات أبوه وهو حَمْل ، ومنهم من مات أبوه وهو صغير .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|