[ناصرة السنة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رأي فضيلتكم في مشروع حملة العشرة مليون ختمة والذي بات منتشرا في كل المواقع ؟
نحتاج رأي مفصل جزاكم الله خيرا عن فوائدها وما تتضمنه من أخطاء في الاعتقاد إن ختمة بأجر 10 مليون ختمة



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

الذي رأيته في أوّل الأمر : الإعلان عن حملة مليون ختمة !
وهذا أمْر مُحْدَث غير مشروع ، لِعِدّة أسباب :
الأول : أن الأصل في مثل هذا إخفاء العمل ، وعلى هذا دأب السلف .
وقد كان عمل الربيع بن خثيم كله سِرًّا ؛ إن كان ليجيء الرجل وقد نَشَرَ المصحف ، فيغطيه بثوبه .
قال الأعمش : كنت عند إبراهيم النخعي وهو يقرأ في المصحف ، فاستأذن عليه رجل فغطّى المصحف ، وقال : لا يراني هذا أني أقرأ فيه كل ساعة .

وسبق تفصيل أكثر فيما يتعلق بالرياء هنا :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5040

الثاني : أنه لم يكن مِن هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا مِن هدي أصحابه : إحصاء عدد الخاتمين والخاتمات ، بل ولا عدد الختمات . ولا جرى على هذا عمل السلف .

الثالث : أن العِبْرَة بِحُسْن العمل ، وليست بِكثرة العمل .
قال تعالى : (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا) قال الفضيل بن عياض : هو أخلص العمل وأصوبه ، قالوا : يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه ؟ قال : إن العمل إذا كان خالِصًا ولم يكن صوابا لم يُقْبَل ، وإذا كان صوابا ولم يكن خَالِصًا لم يُقْبَل ، حتى يكون خالصا وصوابا ، فالخالص أن يكون لله ، والصواب أن يكون على السنة .

الرابع : أن العبرة بالتلاوة الصحيحة ، والعمل المترتِّب على تلك التلاوة . فَرُبّ قارئ للقرآن والقرآن يلعنه .
ورُبّ قارئ للقرآن يُبدِّل فيه ويُغيّر في معانيه !
سمعت مرّة قارئ يقرأ ( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعضُّه ) !! فصار المعني مِن العضّ بالأسنان وليس من الوعظ !!
وقرأ آخر ( والخيل المسمومة ) !!
فأي فائدة في قراءة مثل تلك القراءة ؟!

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد