|
|
المنتدى :
إرشــاد الـصــلاة
ما حكم المواظبة على ركعتي الضحى ؟
بتاريخ : 11-02-2010 الساعة : 10:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله
لدي سؤال بارك الله فيك يا شيخ ونفع بك وبعلمك
ما حكم المواظبة على ركعتي الضحى ؟ لأني سمعت انه لا يجوز المواظبة عليها بشكل يومي ؟
ما هو الصحيح في ذلك ؟

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .
اخْتُلِف في الْمُحافَظَة على صلاة الضُّحَى .
والصحيح أن صلاة الضحى سُنة ، فقد صلاّها النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفَتْح ، كما في حديث أم هانئ رضي الله عنها ، وهو مُخرّج في الصحيحين .
وصلاّها رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت رجل مِن الأنصار ، كما في حديث أنس ، وهو مُخرّج في الصحيحين .
وقد حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الضّحى .
قال أبو هريرة رضي الله عنه : أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلاث : صِيَامِ ثَلاثَةِ أَيَّام مِنْ كُلِّ شَهْر ، وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى ، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية للبخاري : قَالَ : أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاث ، لا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ : صَوْمِ ثَلاثَةِ أَيَّام مِنْ كُلِّ شَهْر ، وَصَلاةِ الضُّحَى ، وَنَوْم عَلَى وِتْر .
ومَن صلى صلاة الضحى كانت له عِدْل ثلاثمائة وستّين حَسَنة .
ففي حديث أَبِي ذَرّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ ؛ فَكُلُّ تَسْبِيحَة صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ تَحْمِيدَة صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ تَهْلِيلَة صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ تَكْبِيرَة صَدَقَةٌ ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ ، وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى . رواه مسلم .
فهذه الأحاديث دالّة على أن المحافظة على صلاة الضّحى سُنة .
وأما ما جاء عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت عن ركعتي الضحى : بِدعة . كما في صحيح البخاري .
وما رواه البخاري من طريق عن مورّق قال : قلت لابن عمر رضي الله عنهما : أتُصَلّي الضحى ؟ قال : لا . قلت : فَعُمَر ؟ قال : لا . قلت : فأبو بكر ؟ قال : لا . قلت : فالنبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لا إخاله .
فهذا محمول منهما رضي الله عنهما على عدم العلْم بهذه الـسُّـنَّـة .
وكون المسألة تَخْفى على بعض الصحابة ، بل وعلى بعض كبارهم ؛ أمْر وارِد .
فقد خَفْي على أبي بكر مسائل ، وخَفْي على عمر مسائل .
ولذلك كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول في بعض المسائل : كتاب الله أحق أن يُتَّبَع أم عمر ؟!
هذا مِن جهة .
ومِن جهة ثانية فالقاعِدة أن الْمُثْبِت مُقدَّم على الـنَّافِي .
فأبو هريرة وأبو ذر وأنس وأم هانئ – وغيرهم – أثْبَتوا سُنيّة صلاة الضحى ، فَقَولُهم مُقَدَّم على قَول مَن نَفَاها ؛ لأنَّ مَن أثْبَتَها عنده زِيادة عِلْم .
مع أن من أثْبَت سُنيّة صلاة الضحى أكثر ممن نفاها .
ومِن جهة ثالثة فإن قول الصحابي إنما يكون حُجّة في غير موضع النص .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|