[راجية العفو]

السلام عليكم ورحمة لله
بارك الله فيك وأعانك علي الخير وثبتك
وهداني جميعا لما يحبه ويرضاه
شيخنا الفاضل
أنا نذرت أن أصوم شهر كامل لوجه لله
للأمر قد فعلته وتقربا من الله
ولكن في أيام الحيض إذا أتت هل عليه إثم أم بعد أنتهي منها أكمل صيامي
وهل عليه إثم في أني حددت شهر أو يكون ذلك بدعة
جزاك الله خير
لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين



الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

من نذر أن يُطيع الله فليُطعه .
ويجب عليك الوفاء بالنذر ، لأنك ألزمت نفسك بأمْر ليس بِلازم ، وكان لك في الأمر سَعة .
وقد جاء النهي عن النذر ؛ لأنه إنما يُسْتَخْرَج به مِن البخيل .
قال عليه الصلاة والسلام : إن النذر لا يُقدِّم شيئا ولا يُؤخِّر ، وإنما يُسْتَخْرَج بالنذر مِن البخيل . رواه البخاري ومسلم .

ونذر صيام شهر ليس بدعة .

والحيض لا يقطع التتابع .
قال ابن قدامة : الفِطر لِعذر لا يَقطع التتابع حُكْمًا . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّهُ إذَا قَطَعَ لِعُذْرِ لا يُمْكِنُ الاحْتِرَازُ مِنْهُ - كَالْحَيْضِ - فَإِنَّهُ لا يَقْطَعُ التَّتَابُعَ الْوَاجِبَ . اهـ .

فمن كان عليها صيام مِن نذر أو كفارة ونَزَل معها دم الحيض فإنها تتابع الصيام إذا طهرت .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد