|
|
المنتدى :
قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس
تعبت مِن مناصحة صديقتي الواقعة في المعاصي ؟
بتاريخ : 26-09-2012 الساعة : 06:07 AM
السلام عليكم
فضيلة الشيخ أكرمك الله وبارك الله فيك وفي علمك
لي صديقة أتعبتني في نصيحتها هي تقتنع ولكن بعد أيام تتصل بي وتخبرني بأنها فعلت معاصي .. أساعدها كثيرا ولكن يا شيخ ما تلبث إلا أن تعود . غضبت منها مرة وكتبت رسالة إني مللت نصيحتك وإني لا أطيق صبرا .. فكانت رسالتها شديدة عليّ بأن لا أتركها ولكن يا شيخ دخل في نفسي التعب فحالها متعب وكل فترة أجدد نيتي لأنها تعود
ما أدري ما أفعل معها ؟
إني بين نارين بين نار تركها ونار نصحها الذي أحس أني تعبت . فهي لا تساعدني على نفسها لا تشجع وأزيد في نصحها ومساعدتها حتى تكون أفضل مع العلم أني أشكو إلى الله قلة طاعتي وحالتي ..
سؤالي هل فقدت أجر نصيحة أختي أم لا ؟

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
لعل الأجر هنا على قَدْر الـنَّصَب ، أي : على قَدْر التعب والْمشَقَّة .
سبحان الله .. كم نتعب ونَمَلّ مِن أُناس يعصون الله ، وهو يُمهِلهم ؟
وربما كان هذا الشخص الذي نحتقره لأجل معصيته أو نضجر مِن كثرة عصيانه ؛ ربما كان غدا مِن أفضل الناس .
ولا زلت أذكر أحد الشباب كان مُدمِن سماع أغاني ، وكان يقول : إن تاب المغنِّي (فلان) تُبت ، ثم تاب ذلك المغني ، ولكنه بقي على إصراره ، وحينها استشارني بعض الشباب الذين يتعاملون معه ، وكانوا حريصين على هدايته ، فقلت : اصبروا لعل الله يفتح على قلبه ، وتذكّروا أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا عمّه حتى آخر رَمَق مِن حياته .
ثم هدى الله ذلك الشاب ، وجاءني مرة يستعير مني كتابا ، وأخبرني بأنه سيذهب في جولة دعوية إلى بعض دول أفريقيا !
فقلت : سبحان الله ، هذه نتيجة الصبر ، ربما لو تركوه ولم يصبروا عليه ، لكان الآن على غير هذا الحال ..
فاصبري أُخيّه على أختك .. واعتبريها هي مشروعك الذي يُقرِّبك إلى الله ، حتى لا تيأسي ولا تتضجّري ..
وتذكري عِظَم أجر الهداية ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : فو الله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك مِن حُمْر النعم . رواه البخاري ومسلم .
سبحان الله .. رأيت في بعض دول أفريقيا وفي بعض دول آسيا ، عجائز نصرانيات ، تكبّدن المشقّة ، وتحمّلن التعب ، وتَغَرَّبْن عن ديارهن ، لِخدمة أهداف باطلة !
فإذا صَبَر أهل الباطل على باطلهم .. أفلا يكون أهل الحقّ أوْلَى وأحقّ بالصبر على دعوتهم ؟!
وأما تكرار وقوعها في الذَّنْب ، فلا يضرّها إذا كانت كلما أذنَبَتْ تابت . فإن الله هو التواب الرحيم ، والله يغفر لِعبْدِه ولأمته إذا تابوا إليه واستغفروه .
وليس من شرط التوبة عدم الوقوع في الذَّنْب ، وإنما من شروطها : أن يَعزِم على أن لا يعود .
وسبق :
http://saaid.net/Doat/assuhaim/3.htm
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
التعديل الأخير تم بواسطة نبض الدعوة ; 23-10-2012 الساعة 04:38 AM.
|
|
|
|
|