|
|
المنتدى :
قسم الأسرة المسلمة
هل يجوز للزوج الاطّلاع على محادثات النساء في جوال زوجته ؟
بتاريخ : 23-12-2014 الساعة : 01:34 AM
الله يوسِّع عليك
تعرِف - وفقك الله - أن في الواتس توجَد مجموعات وتشترك فيه مجموعة من النسوة فهل يجوز للزوج أن يطّلع على محادثات النساء في مجموعات الواتس أب ؟
وإذا كان لا يجوز فما النصيحة للمرأة التي تمكِّن زوجها من رؤية محادثات النساء ؟
وما النصيحة للزوج الذي يأخذ جوال امرأته ويبدأ يقلِّب محادثاتها ويقرأ فيها ؟
الله يرضى عليك ويوسِّع عليك ويُحسِن إليك غاية الإحسان

الجواب :
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
لا يجوز أن تُطْلِع المرأة زوجها ، ولا الزوج زوجته ، ولا الصديق لِصديقه ما يَكْرَه صاحب الكلام أن يُطَّلَع عليه .
وكان السلف يقولون : المجالس بالأمانة .
وورد في ذلك حديث ضعيف ، ومعناه صحيح مِن حيث أنه يجب حِفْظ الأسرار ، ويَحرم لإشاؤها .
وقدّ عدّ العلماء إفشاء السر مِن النميمة
قال الغزالي : اعلم أن اسم النميمة إنما يُطلَق في الأكثر على مَن يَنمّ قول الغير إلى الْمَقُول فيه ، كما تقول : فلان كان يتكلم فيك بكذا وكذا .
وليست النميمة مختصة به ، بل حَدّها : كشف ما يُكْرَه كَشفه ، سواء كَرِهه المنقول عنه ، أو المنقول إليه ، أو كَرِهه ثالث ، وسواء كان الكَشف بالقَول أو بالكتابة أو بالرمز أو بالإيماء ، وسواء كان المنقول مِن الأعمال أو مِن الأقوال ، وسواء كان ذلك عيبا ونقصا في المنقول عنه أو لم يكن ، بل حقيقة النميمة إفشاء السرّ ، وهَتْك السِّتر عما يُكْرَه كَشفه ، بل كان ما رآه الإنسان مِن أحوال الناس مما يُكْرَه فينبغي أن يَسكت عنه إلاّ ما في حكايته فائدة لمسلم ، أو دفع لمعصية ، كما إذا رأى مَن يتناول مال غيره ، فعليه أن يَشهد به مراعاة لحق المشهود له ، فأما إذا رآه يُخْفِي مالاً لنفسه فذكره فهو نميمة ، وإفشاء للسر .
فإن كان ما يَنمّ به نقصا وعيبا في الْمَحْكِي عنه كان قد جمع بين الغيبة والنميمة . فالباعث على النميمة ؛ إما إرادة السوء للمَحْكِي عنه ، أو إظهار الحب للمَحْكِي له ، أو التفرج بالحديث والخوض في الفضول والباطل . اهـ .
ومَن تأمِّل قول الغزالي رحمه الله : (الباعث على النميمة ؛ إما إرادة السوء للمَحْكِي عنه ، أو إظهار الحب للمَحْكِي له) وَجَد هذا مُتفَشِّيًا بين الأزواج ! فَكُلّ طَرَف يُفشي أسرار غيره مِن باب إظهار الحب ، أو مِن باب إضحاك الغير .
وهذا لا يجوز ، خاصة إذا كان صاحب الكلام يَكره أن يُظهر كلامه ، أو يسوؤه إظهاره ونَقله .
وقد يترتّب على ذلك مُشكلات ، وقد وَقَفْتُ على بعضها ، بسبب تناقل المحادثات ، ونقلها بين الناس مِن غير استئذان مَن نَقَلَها ، خاصة ما يتعلق بالكلام والمحادثات الخاصة .
وقد سُئلت مرة عن نقل المحادثات عبر برامج التواصل - ومنها برنامج الواتس أب - فقلت : هي على نوعين :
الأول : ما كانت مُحادثات خاصة ؛ فلا يجوز نقلها ؛ لأنها أسرار وكلام خاص بين أصحاب المحادَثَة .
الثاني : ما كان على سبيل الفائدة والمدارَسَة ؛ فيجوز نقله مِن باب الإفادة .
وأشد ما يكون الأمر في نقل المحادثات الخاصة : إذا تضمّن النقل استهزاء وسُخرية .
وأشدّها : ما يكون مِن مُحادثات بين الزوجين ، فلا يجوز للزوجة أن تُفشي أسرار زوجها ، ولا للزوج أن يُفشي أسرار زوجته ، ولو كان على سبيل الضحك والتندّر .
وكان حِفْظ السِّرّ مما يُوصَي به .
وأوْصَت أعرابية ابنا لها فقالت : عليك بحفظ السر ، وإياك والنميمة ؛ فإنها لا تترك مودة إلاّ أفسدتها ، ولا ضغينة إلاّ أوقدتها .
لا يكتم السر إلاّ مَن له شَرَف ... والسِّر عند كرام الناس مكتوم
السِّر عندي في بيت له غَلق ... ضَلت مفاتيحه والباب مختوم
وسبق :
هل يجوز للزوجة انتحال شخصية أخرى للتواصل مع زوجها حول مشكلتهما ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=15219
هل يجوز طرح المشاكل الزوجية الخاصة في المنتديات ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11754
كيف تتصرّف المرأة إذا اكتشفت أن زوجها يبحث عن المواقِع الإباحيّة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11695
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
|
|
|
|
|