السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
شيخنـا الفاضـل
بارك الله فيك ..
لدينـا خادمة من الجنسية السيريلانكية ..
عندمـا استقدمناها كانت غير مسلمة ( بوذيـة )
وكانت صاحبة عقل وقلب منفتح نتحرى منها الخير إن شاء الله ..
لم نقـم بأي ضغوط عليها لتدخل في الإسلام كما يفعل البعض جهلا
بل تروينـا عليها طويلا مع الاهتمام بتعليمها وتوعيتها بحقيقة الإسلام
وفي نفس الوقت كنـا نذهب بها للجنة التعريف بالإسلام أسبوعيا لتفهم هذا الدين ..
وبعدهـا أسلمت عن كـامل قناعة واطمئنان والحمد لله ..
وثبت الدين يقينا في قلبها إن شاء الله ..
حتى أنها تفوقت على أهل البيت بكثرة حبها لدينها وإقبالها على الطاعات ..
المشكلـة الوحيـدة تتمثـل في أهلها .. بحيث أن أسرتها مفككة
لا تعرف عنها شيئا .. فلم يكن يرعاها إلا جدتها المتوفية حاليا ..
الشيء الوحيـد المشرق في حياتها والذي يعينها بعد الله على مواصلة حياتها بقوة وصبر هو زوجها وابنتها الصغيرة ..
فهمـا كل شيء لها في هذه الدنيـا ..
والمشكلة أنها حين تجتمع ببعض الخادمات يخبرنها بضرورة الطلاق من زوجها بعد أن أسلمت .. ونفس الحال يحدث في بلادها بحيث يخبر البعض زوجها بأنها لا تحل له
ومن هنـا دخلت المشاكل وانهارت المسكينة ..
فهي بين دينها وبين أسرتها ..
فهـل ديننـا الإسلامي يحث على الفرقـة
وهل يجب أن تبادر بالطلاق من ذلك الزوج حتى قبل أن تدعوه للإسلام وتطلعه عليه !!
وهـل يبطل عقـد زواجها بعد إسلامها ..
أتمنى أن تفتينا بارك الله فيك
مـع مراعـاة ما ذكرته في الأعلى من ظروف هذه الخادمة الصعبة ..
والتي يمكن أن تقودها إلى الانهيار ..
فمـا أكثر حوادث الانتحـار التي نشهدها يوميـا
والتي أصبحت هاجسـا مخيفـا يهـدد هذه الفئة المستضعفة من كل جانب ..
وجزاك الله عنا كل خير يا شيخ

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
لا حرج أن تبقى في ذمته لعله يُسلِم ، ولكن لا تُسافر ، لئلا يَقْرَبها حتى يُسلِم .
وإذا أسلَم فإنه يُقرّ على نكاحه ، وتبقى زوجته .
سُئِلَ شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ النِّكَاحِ قَبْلَ بِعْثَةِ الرُّسُلِ : أَهْوَ صَحِيحٌ أَمْ لا ؟
فَأَجَابَ : كَانَتْ مناكحهم فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى أَنْحَاء مُتَعَدِّدَة : مِنْهَا نِكَاحُ النَّاسِ الْيَوْمَ . وَذَلِكَ النِّكَاحُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ صَحِيحٌ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ وَكَذَلِكَ سَائِرُ مناكح أَهْلِ الشِّرْكِ الَّتِي لا تَحْرُمُ فِي الإِسْلامِ ، وَيَلْحَقُهَا أَحْكَامُ النِّكَاحِ الصَّحِيحِ : مِنْ الإِرْثِ وَالإِيلاءِ وَاللِّعَانِ وَالظِّهَارِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ...
إلى أن قال : لَوْ أَسْلَمَ الزَّوْجَانِ الْكَافِرَانِ أُقِرَّا عَلَى نِكَاحِهِمَا بِالإِجْمَاعِ . اهـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد