|
|
المنتدى :
إرشــاد الـصــلاة
هل يجوز تعظيم الله في الركوع بغير الصيغ التي وردت في السُنة النبوية ؟
بتاريخ : 27-02-2010 الساعة : 07:20 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بارك الله فيك شيخنا الفاضل ونفع بك المسلمين وزادك علما
فقط أريد أن اعرف يا سيدي الشيخ أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصانا أنه في الصلاة أثناء الركوع نعظم الرب وأثناء السجود نجتهد في الدعاء .
السؤال هنا :
هل نحن أثناء الركوع فقط نعظم الله تعالى بما ورد عن رسولنا الكريم في كلمات التعظيم الواردة مثل ( سبحان ربي العظيم ، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ، سبوح قدوس رب الملائكة والروح ، سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ، اللهم لك ركعت وبك آمنت لك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي وعصبي وما استقل به قدمي ) فقط أم من الممكن أن نعظم الله تعالى بصيغ أخرى مثل أن يكون الآيات التي يقولها الشيخ أثناء التلاوة تتكلم عن كرم الله تعالى ورحمته ومغفرته فأشعر بها وتدخل قلبي فبعد أن أقول سبحان ربي العظيم ثلاثا أقول ( سبحان ربي الكريم أو سبحان ربي الرحيم أو سبحان ربي الغفور ) ....
وجزاك الله تعالي خيرا ....

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أَلا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا ؛ فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُم . رواه مسلم .
ومعنى " قَمِن " أي : حَرِيّ وقريب .
وأوْلَى ما عُظِّم به الله عَزّ وَجلّ ما جاء عن سيد العارفين بالله ، محمد صلى الله عليه وسلم .
ولا يجب الاقتصار على ما وَرَد عنه عليه الصلاة والسلام ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يُقِرّ أصحابه على ما يقولونه أثناء الصلاة مِن دُعاء وثناء على الله تبارك وتعالى .
كان النبي صلى الله عليه وسلم يوما يُصلي إذ جاء رجل قد حَفَزه النَّفس ، فصلّى وراء النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من الركعة قال : سمع الله لمن حمده . قال الرجل : ربنا ولك الحمد حمداً طيبا مباركا فيه ، فلما انصرف قال : مَن المتكلم ؟ قال : أنا . قال : رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يَكتبها أوّل . رواه البخاري .
وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : بينما نحن نُصَلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رَجُل مِن القَوم : الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من القائل كلمة كذا وكذا . قال رجل مِن القوم : أنا يا رسول الله . قال : عَجِبْتُ لها ! فُتِحَت لها أبواب السماء . قال ابن عمر : فما تركتهن منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك .
ولأنه عليه الصلاة والسلام دعا في الركوع ، فعُلِم أنه لا يجب الاقتصار على التعظيم في الركوع .
ففي حديث عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثِر أن يقول في ركوعه وسجوده : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي . يتأوّل القرآن . رواه البخاري ومسلم .
قال النووي : ومعنى يتأوّل القرآن : أي يفعل ما أُمِرَ بِهِ في قول الله عز وجل : (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|