|
|
المنتدى :
قسم الأسرة المسلمة
هل يجوز ترفض تزويج أهلها لها من ابن عمّها ؟
بتاريخ : 12-03-2010 الساعة : 12:12 AM
...
هل يجوز للفتاة أن ترفض تزويج أهلها لها من ابن عمّها ؟ وهل إذا رغبت الفتاة في زوج معيّن ، أو شروط معينة ، ورفضت عَرض أهلها هل تكون عاقة لهم أو عاصية ؟

الجواب :
الإسلام جعل المرأة سلعة غالية لا تُنال إلا بمهـر تَقْبَلُهُ ، وزوج ترتضيه ، بل يُردّ النكاح الذي لا ترضاه ، وهي تُستأمر في عرضها .
ومن حق الفتاة أن تختار شريك عمرها ؛ لأنها هي التي سوف تعيش معه ، وهي التي سوف تقضي العمر معه .
ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلّم : لا تنكح الأيّم حتى تستأمر ، ولا تنكح البكر حتى تستأذن . قالوا : يا رسول الله وكيف إذنها ؟ قال : أن تسكت . رواه البخاري ومسلم .
وإذا رغبت الفتاة أو اشترطت شروطا معيّنة فيمن يتقدّم إليها ، وكانت هذه الشروط في حدود المعقول فهذا من حقّها، بل لو شرطت ذلك في عقد النكاح فهو من حقّها ، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : أحق الشروط أن تُوفوا به ؛ ما استحللتم به الفروج . رواه البخاري ومسلم .
ولو أجبرها وليـّـها على الزواج من شخص قريب أو بعيد لا ترضاه ولا تُريده فلها رفض النكاح بل والمطالبة بردّ ذلك النكاح . فقد روى البخاري عن خنساء بنت خذام الأنصارية أن أباها زوجها وهي ثيّب ، فكرهت ذلك ، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فَـرَدّ نكاحها .
وروى البخاري أيضا أن امرأة من ولد جعفر تخوّفت أن يزوجها وليها وهي كارهة ، فأرسلت إلى شيخين من الأنصار ( عبد الرحمن ومجمع ابني جارية ) قالا : فلا تخشين ، فإن خنساء بنت خذام أنكحها أبوها وهي كارهة فَـرَدّ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك .
فإذا أجبرها وليّها على زوج لا تريده ولا ترضاه أو لا تُحبّه فإن من حقّها أن ترفع أمرها إلى القاضي ولا يُعدّ هذا من العقوق في شيء ، فإن رجلا زوّج ابنته وهي كارهة ، فرفعت أمره إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
فعن عائشة رضي الله عنها أن فتاة دخلت عليها فقالت : إن أبي زوجني بن أخيه ليرفع بي خسيسته ، وأنا كارهة . قالت : اجلسي حتى يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فأرسل إلى أبيها فدعاه فجعل الأمر إليها ، فقالت : يا رسول الله قد أجزت ما صنع أبي ، ولكن أردت أن أعلم أللنساء من الأمر شيء . رواه الإمام أحمد والنسائي .
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن جارية بكرا أتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة ، فخيّرها النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه .
وهذا لا شكّ يدلّ على تكريم الإسلام للمرأة ، فلا تُجبر على زوج لا تُريده ولا ترضاه لنفسها ، أو لا تراه كُفأً لها . ويدلّ على أن من حق الفتاة أن ترفع أمرها إلى القاضي فيما لو أُجبِرت على شخص لا تريده
فهذه الفتاة رفعت أمرها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يُنكر النبي صلى الله عليه وسلم عليها فعلها هذا ، بل أقرّها عليه ، وحكم لها ، وأبان أن لها الحق في نفسها .
ولا يجوز للوليّ - أباً كان أو أخاً - لا يجوز له أن يُكره موليّته على الزواج ممن لا ترضاه . فإنه إذا فعل فهو آثم . وفق الله الجميع لما يُحب ويرضى .
وهنا :
هل يجوز للفتاة التي يعضلها والدها أن تتزوج بدون موافقة أبيها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8609
فتاة تقدم لها خاطب وهو متزوج وهي تريده وأهلها يرفضون؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=393
إكراه المرأة على زوج لا تُريده ولا ترضاه
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2691
أهلي يريدون أن يغصبوني على الزواج فماذا أفعل ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11235
أهلها يرفضون تزويجها . هل تلجا إلى المحكمة ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=860
والله تعالى أعلى وأعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
|
|
|
|
|