وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
لا يعني أنَّ عَمَله لم يُقبَل ؛ لأنه ليس مِن شَرْط التوسُّل بالعمل الصالح أن يُستجاب له مباشرة ، إلاّ في حال الاضطرار ، كما في قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار ، كما في الصحيحين .
وليُعلَم أن الداعي لا يخلو مِن ثلاث حالات إذا خَلا مِن الموانع :
إما أن يستجيب الله لبعض عباده مُباشرة .
وإما أن يدّخِر الإجابة لبعض عباه إلى يوم القيامة .
وإما أن يَصْرِف عن بعض عباده شرًّا ، فيكون خيرًا له مِن إجابة الدعاء .
قال عليه الصلاة والسلام : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ ، وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ ، إِلاَّ أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاثٍ : إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا . قَالُوا : إِذًا نُكْثِرُ ، قَالَ : اللهُ أَكْثَرُ . رواه الإمام أحمد . وهو حديث صحيح .
وقد يُؤخِّر الله الإجابة لأجل مُسمّى ، تمحيصا واختبارا لِعبده أو لأمَتِه ؛ فقد دعاء موسى عليه الصلاة والسلام على فرعون وقومه ، فاستجاب الله له بعد أربعين سنة ! كما ذَكَر ذلك غير واحد من المفسِّرين .