|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبد الرحمن السحيم
المنتدى :
منتـدى الحـوار العـام
بتاريخ : 17-07-2020 الساعة : 06:43 AM
عَلِم إبليس أنه لا سُلطان له على صَفْوة الله الْمُخلِصِين الْمُخلَصِين : ( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)
ومع ذلك : لم ييأس منهم ، بل تسلّط عليهم وسلّط عليهم أتباعَه !
⭕️ ظَهَر إبليس لِيحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام حتى رآه ، فإذا عليه مَعَاليق مِن كل شيء ، فقال له يحيى : يا إبليس ، ما هذه المعالِيق التي أرَاها عليك ؟
قال : هذه الشهوات التي أُصِيب بها ابن آدم .
قال له يحيى : ما لي فيها مِن شيء ؟
قال : لا .
قال : فهل طَمِعتَ أن تُصِيب مِنّي شيئا ؟
قال: ربما شَبِعْت ، فشَغَلَتْك عن الصلاة والذّكْر .
قال : هل غَيره ؟
قال : لا .
قال : لا جَرَم ، لا أشبع أبَدا .
وفي رواية : قال يحيى بن زكريا : لله عليّ أن لا أملأ بَطني مِن الطعام أبدا .
قال إبليس : ولله عليّ أن لا أنصَح مُسلِما أبدا !! رواه الإمام أحمد في " الزهد " ومِن طريقه : وأبو نُعيم في " حلية الأولياء " . ورواه ابن أبي الدنيا في " الرّقّة والبُكاء " والبيهقي في " شُعب الإيمان " .
🔴 وتَعرّض الشيطان لِسيّد ولد آدم : محمد عليه الصلاة والسلام
💎 صَلَّى النبي صلى الله عليه وسلم صَلاة فقال : إنّ الشَّيْطَان عَرَض لي فَشَدّ عَليّ لِيَقْطَع الصَّلاة عَليّ ، فأمْكَنَنِي الله مِنه فَذَعَتّه ، ولَقَد هَمَمْت أن أُوثِقَه إلى سَارِيَة حَتى تُصْبِحُوا ، فَتَنْظُروا إليه ، فَذَكَرْت قَوْل سُلَيْمَان عليه السلام : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي) فَرَدَّه الله خَاسِيا . رواه البخاري ومسلم .
قوله : فَذَعَتُّه ، أيْ : خَنَقْتُه .
🔵 وقد ذَكَر ابن القيم أن الشيطان يُريد أن يَظفَر بالإنسان في عَقَبة مِن سَبْع عَقَبات ، بعضها أصعب مِن بَعض ، لا يَنْزِل مِنه مِن العقبة الشّاقّة إلى ما دُونها إلاّ إذا عَجز عن الظَّفَر به فيها .
🔻العَقبة الأولى : عَقَبة الكُفر بالله وبِدِينه ولِقائه ، وبِصِفات كَمَاله ، وبما أَخْبَرَت به رُسُله عنه ..
🔻 العقبة الثانية : وهي عَقبة البِدعة ، إمّا باعتقاد خلاف الحق الذي أَرْسَل الله به رَسَوله ، وأنْزَل به كِتابه ، وإمّا بالتعبّد بما لم يَأذن به الله مِن الأوضاع والرّسوم الْمَحْدَثة في الدِّين ، التي لا يَقبل الله منها شيئا ...
🔻 العقبة الثالثة : وهي عقبة الكَبائر ..
🔻 العقبة الرابعة : وَهي عقبة الصّغائر ..
🔻 العقبة الْخَامِسة : وَهي عَقبَة الْمُبَاحَات التي لا حَرَج عَلى فَاعِلها ، فَشَغَله بِها عَن الاسْتِكْثَار مِن الطَّاعَات ، وَعَن الاجْتِهَاد في التَّزَوّد لِمَعَادِه ...
🔻 العَقْبَة السّادسة : وَهِيَ عُقْبَة الأَعْمَال الْمَرْجُوحَة الْمَفْضُولَة مِن الطَّاعَات ...
فَإذا نَجَا مِنها لَم يَبْق هُنَاكَ عَقْبَة يَطْلُبُه الْعَدُوّ عَلَيها سِوى وَاحِدَة لا بُدّ مِنها ، وَلَو نَجا مِنها أَحَدٌ لَنَجا مِنها رُسُلُ اللَّه وَأَنْبِيَاؤُه ، وَأَكْرَمُ الْخَلْق عَلَيه ، وَهِي:
🔻عَقْبَة تَسْلِيط جُنْدِه عَلَيه بِأنْوَاع الأذى ، بِالْيَد وَاللّسَان وَالْقَلْب ، عَلى حَسَب مَرْتَبَتِه في الْخَيْر ، فَكُلّمَا عَلَتْ مَرْتَبَته أجْلَب عَلَيه الْعَدُوّ بِخَيْلِه وَرَجِلِه ، وَظَاهَر عَلَيه بِجُنْدِه ، وَسَلَّط عَلَيه حِزْبَه وَأَهْلَه بِأنْوَاع التَّسْلِيط . وَهَذِه الْعُقْبَة لا حِيلَة لَه في التَّخَلّص مِنها ، فَإنّه كُلّمَا جَدّ فِي الاسْتِقَامَة وَالدَّعْوَة إلى اللَّه ، وَالْقِيَامِ لَه بِأَمْرِه ، جِدّ الْعَدُوّ في إِغْرَاء السُّفَهَاء بِه ، فَهُو في هَذِه الْعَقْبَة قَدْ لَبِس لأْمَة الْحَرْب ، وَأخَذ في مُحَارَبَة الْعَدُوّ لِلَّه وَبِاللَّه ، فَعُبُودِيَّتُه فِيها عُبُودِيَّة خَوَاصّ الْعَارِفِين ، وَهِي تُسَمّى عُبُودِيَّة الْمُرَاغَمَة ، وَلا يَنْتَبِه لَها إلاّ أُولُو الْبَصَائِر التَّامّة ، وَلا شَيْء أَحَبّ إلى اللَّه مِن مُرَاغَمَة وَلِيِّه لِعَدُوِّه ، وَإغَاظَتِهِ لَه .
ويُنظَر تتمة كلامه في " مدارج السالكين " .
|
|
|
|
|