محب السلف

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 2
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : بلاد الإسـلام
المشاركات : 2,131
بمعدل : 0.38 يوميا

محب السلف غير متواجد حالياً عرض البوم صور محب السلف


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم السنـة النبويـة
افتراضي أفصحيح أن يسهو النبي في إبلاغ الدين
قديم بتاريخ : 22-02-2010 الساعة : 10:57 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أرسل الله تعالى رسوله (ص) ليبلغ رسالاته وهو يحفظه من شر الشياطين حتى يبلغ وحيه سالما كاملا . أفصحيح أن يسهو النبي (ص) في إبلاغ الدين ؟ وإنْ لا فلماذا غلب السهو عليه في صلاته ؟

أهذا يدل علي عدم عصمته أم غلب الله تعالى هذه الحالة عليه وهو مجبور في هذا الأمر ؟ هل هذا السهو منه يدل على أن النبي (ص) ليس عند صلاته وحضور القلب بين يدي الله ؟

جزاكم الله خيرا في الدارين .




الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيراً

قد عَصَم الله نبيه عن أن يسهو في تبليغ رسالته ، أي أنه لا يَكون هناك خطأ في تبليغ ما أوحاه الله إليه . وهذا يختلف عن السهو في الصلاة . فالخطأ لا يُقَـرّ عليه ، والسهو لا يَدوم .

كما أن السهو يَدل على أمرين :

الأول : أن الله أجراه ليكون تشريعا للأمة . وهو لا يُخالِف العصمة في التبليغ ، إذ هو من تمام التبليغ ، لقوله صلى الله عليه وسلم : إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون ، فإذا نسيت فذكروني . رواه البخاري ومسلم .

فالذي عَصَمه هو الذي أنساه لأجل أن يكون هذا التشريع للأمة .

الثاني : يَدل على بشرية الأنبياء ، فهم بشر يَجري عليهم ما يَجري على البشر من سهو وغضب وغير ذلك ، ولذا قال الله عز وجلّ لِنبيِّـه صلى الله عليه وسلم : (قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَرًا رَسُولاً) .

وقال عن الأنبياء والرُّسُل : (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ) وفيه إشارة إلى أن طبيعة البشر تقتضي ذلك ، وان من أكل الطعام والشَّرَاب احتاج لما يحتاجه البشر ، من قضاء الحاجة ونحو ذلك .

ولذا فإن من الأنبياء مَن غضِب على قومه ، ومنهم من دعا عليهم ، إلى غير ذلك مما يَدل على أنهم لا يَخرجون عن الطبيعة البشرية ، إلا في العصة في التبليغ . وسهو النبي صلى الله عليه وسلم من تمام التبليغ .

كيف ؟

لو لم يقع له السهو ثم وقع لأمته من بعده فكيف يُجبر النقص ، وكيف تكون أحكام السهو في الصلاة ، لأن الناس يَجري عليهم السهو والخطأ ، فكيف يتصرّف الأئمة في حال السهو والنقص والزيادة ونحو ذلك ، لو لم يَكن فيه تشريع بهذا الخصوص ؟

وهنا إشارة إلى مسألة كثُـر فيها الكلام ، وهي مسألة عصمة الأنبياء من الخطأ ومن الصغائر . وهي مسألة خلافية ، والصحيح أنه يَجوز عليهم الخطأ في الاجتهاد إلا أنهم لا يُقرُّون عليه .

والأصوليون يُقرِّرون أنه عليه الصلاة والسلام يكون تارة بمنْزِلة الإمام الأعظم ، وتارة بمنْزِلة القاضي حينما يقضي بين الناس ، وتارة بمنْزلة الْمُفتِي ، وتارة بمنْزِلة الْمعلّم ، وتارة بمنْزِلة الإمام في الصلاة ، وتارة بمنْزِلة أصحابه ، فربما تكلّم في الأمر من أمور الدنيا ، وهذا لا يَدخله الوحي ولا تكون له فيه عِصمة ، كما قال للأنصار – أصحاب المزارع – فقد مَترّ بقوم يُلَقِّحُون فقال : لو لم تفعلوا لصلح . قال : فخرج شِيصاً ، فَمَرّ بهم فقال : ما لنخلكم ؟ قالوا : قلت : كذا وكذا . قال : أنتم أعلم بأمر دنياكم . رواه مسلم .

وفي رواية لمسلم من طريق موسى بن طلحة عن أبيه قال : مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم على رؤوس النخل فقال : ما يصنع هؤلاء ؟ فقالوا : يُلقِّحونه ، يجعلون الذَّكَر في الأنثى فيلقح ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أظن يغني ذلك شيئا . قال : فأخْبِرُوا بذلك ، فتركوه ، فأُخْبِر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال : إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه ، فإني إنما ظننت ظنا ، فلا تؤاخذوني بالظن ، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به ، فإني لن اكذب على الله عز وجل .

وفي رواية ثالثة لمسلم عن رافع بن خديج : فقال : إنما أنا بشر ، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به ، وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر . فالكلام في هذا لا يَدخله الوحي ، ولا مدخل للعصمة فيه .

قال الإمام النووي :
قال العلماء : قوله صلى الله عليه وسلم من رأيي أي في أمر الدنيا ومعايشها لا على التشريع ، فأما ما قاله باجتهاده صلى الله عليه وسلم ورآه شرعا يجب العمل به ، وليس أبار النخل من هذا النوع بل من النوع المذكور قبله .

وقال : قال العلماء : ولم يكن هذا القول خبرا وإنما كان ظنا كما بينه في هذه الروايات . قالوا : ورأيه صلى الله عليه وسلم في أمور المعايش وظنه كغيره ، فلا يمتنع وقوع مثل هذا ولا نقص في ذلك ، وسببه تعلق هممهم بالآخرة ومعارفها . اهـ .

كما أن السهو لا يَدل على عدم حضور القلب ، وإنما يدلّ على أن القلب قد ينشغل بما هو أهمّ ، كما قال عمر رضي الله عنه : إني لأجهز جيشي وأنا في الصلاة . رواه ابن أبي شيبة .

وقال الإمام البخاري : باب يفكر الرجل الشيء في الصلاة . وقال عمر رضي الله عنه : إني لأجهز جيشي وأنا في الصلاة . ثم ساق بإسناده : عن عقبة بن الحارث رضي الله عنه قال : صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم العصر فلما سلّم قام سريعا دخل على بعض نسائه ، ثم خرج ورأى ما في وجوه القوم من تعجّبهم لسرعته ، فقال : ذكرت وأنا في الصلاة تِبْراً عندنا فكرهت أن يمسي أو يبيت عندنا ، فأمَرْتُ بقسمته .

تنبيه :
كره أهل العلم الاقتصار على قول ( عليه السلام ) عند ذِكر اسم الرسول صلى الله عليه وسلم ، فكيف بالاقتصار على حرف ( ص ) ؟!

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


رد مع اقتباس
 

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما حُـكم سبّ الدين ؟ راجية العفو قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 21-05-2015 02:09 PM
ما صحة قصة الذي كان يُكثر من الصلاة على النبي ﷺ فرأى أن النبي ﷺ يقبّله ؟ نسمات الفجر إرشـاد القـصــص 0 24-12-2014 01:46 AM
سؤال عن طريقة لمن يسهو في عدد ركعات الصلاة بأن يثني أصابعه على حسب عدد الركعات راجية العفو إرشــاد الـصــلاة 0 10-11-2013 11:47 PM
ما حكم قول الأطفال عند اللعب:عمي علاء الدين جاء بكتاب الدين من فلسطين، تدوم أيامك،منور/ـه؟ ناصرة السنة قسـم الفتـاوى العامـة 0 06-10-2012 01:40 AM
هل يجب إبلاغ المسروق بالسارِق بعد أن أُعيد المال إليه ؟ راجية العفو قسـم الفتـاوى العامـة 0 02-10-2012 11:21 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 01:19 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى