|
|
المنتدى :
إرشـاد القـصــص
شبهات حول شخصية القائد صلاح الدين
بتاريخ : 02-03-2010 الساعة : 12:08 AM
...
صلاح الدين والشُّبهة ! كتبت موضوعا عن صلاح الدين فَرَدّ عليّ أحدهم بما يُشعر ذمّ صلاح الدين وذِكر أخطائه . فما رأيكم ؟
وكيف يكون الجواب ؟

الجواب/ لعلك تذكر المقولة التي تُقال : خالف تُعرف ! وهذا ما بدا لي من المقال ، لأن كاتبه يقول : وهذا ما لم يُدرسوك إياه ! يعني هو وحده الذي يعرف وغيره لا !
ثم إني أتساءل :
ماذا قدّم هذا الكاتب للإسلام ؟
ومن الأشياء التي ما عرفها أن صلاح الدين – رحمه الله – كان أشعرياً . ومع ذلك مدحه علماء الإسلام وأثنوا عليه ، لسابقته في تحرير بيت المقدس وبلاءه وجهاده ويعدّونه من ملوك أهل السنة .
فهل يضيع هذا بجرّة قلم أو ( باستلام لوحة مفاتيح ! ) ؟؟ إن من يُروم تقييم الرجال لا بُـدّ أن ينظر في الحسنات والسيئات . فلو لم يكن لصلاح الدين إلا جهاد الصليبيين لكفى .
وما ذكره من أمور عن صلاح الدين ، هي أمور مَضَت ، وأمور تُقدّر بقدرها في ذاك الوقت ، ويتصرف فيها القائد بما يراه مناسبا ، وربما لو كان غيره في ذلك الموقف لتصرف ذلك التصرف . فكون صلاح الدين عفا عن ( ريتشارد ) ربما لمصلحة أعظم ما علمها ذلك الجاهل . كأن يكون في الامتنان عليه إطلاق أسارى مسلمين ، وهو أعظم مصلحة .
وله الخيار في الأسرى بين المـنّ عليهم ، وبين فديتهم ، وبين قتلهم . حسبما يراه القائد في حينه . وعموماً الرافضة يحقدون على صلاح الدين ؛ لأنه أطفأ نارهم وكسر شوكتهم في مصر كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : وقد عرف العارفون بالإسلام أن الرافضة تميل مع أعداء الدين ، ولما كانوا ملوك القاهرة كان وزيرهم مرة يهوديا ، ومرة نصرانيا أرمينيا ، وقويت النصارى بسبب ذلك النصراني الأرميني ، وبنوا كنائس كثيرة بأرض مصر في دولة أولئك الرافضة المنافقين ، وكانوا ينادون بين القصرين من لعن وسبّ فله دينار وإردبّ ( مكيال ) ،
وفى أيامهم أَخَذَت النصارى ساحل الشام من المسلمين حتى فتحه نور الدين وصلاح الدين ، وفى أيامهم جاءت الفرنج إلى " بلبيس " وغلبوا من الفرنج فانهم منافقون وأعانهم النصارى ، والله لا ينصر المنافقين الذين هم يوالون النصارى ، فبعثوا إلى نور الدين يطلبون النجدة ، فأمدهم بأسد الدين وابن أخيه صلاح الدين ،
فلما جاءت الغزاة المجاهدون إلى ديار مصر قامت الرافضة مع النصارى فطلبوا قتال الغزاة المجاهدين المسلمين ، وجرت فصول يعرفها الناس حتى قَتَلَ صلاح الدين مقدمهم " شاور " ، ومن حينئذ ظهرت بهذه البلاد كلمة الإسلام والسنة والجماعة ، وصار يقرأ فيها أحاديث رسول الله عليه وسلم . انتهى كلامه .
وهذا الكاتب إذا كان يذكر مساوئ صلاح الدين فلا يبعد أن يكون منهم . والمساوئ إنما تُذكر في درس عسكري أو لمختصين في هذا الباب ، أما أن تُذكر على الملأ مع إغفال محاسنه فهذا حيف وجور .
والله أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|