وأراح الله بالك كما أرحت بالها، ولديها سؤال : موضوعك ( رب امرئ حتفه فيما تمناه ) قيم، ولكن هل تستمر بالدعاء ان يرزقها الله الزوج الصالح ام تتوقف لأنها لا تعلم اين الخير ؟
والله يحفظكم
الجواب/ آمين .. وإيّـاك .. ومن كل خير أعطاك
بل تستمر في الدعاء ، لأن الدعاء لا يأتي إلا بخير ، إذا دعا الداعي بِخير ..والدعاء إذا خلا من الموانع فالداعي أما أحد ثلاثة أمور :
1 - إما أن تُجـاب دعوته مباشـرة .
2 - وإما أن يُصرف عنه من البلاء مثلما سأل .
3 - وإما أن تُدّخر له في الآخرة أحوج ما يكون إلى الحسنات .
لحديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : مـا من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رحم إلا أعطاه الله بـها إحدى ثلاث : إما أن تعجل لـه دعوته ، وإما أن يدّخرها لـه في الآخرة ، وإمـا أن يصرف عنه من السوء مثلها . قالوا : إذاً نكثر ؟ قال : الله أكثر . رواه الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد وغيرهما .
والدعاء عبادة .. فهي في عبادة ، فإن فُتِح لها باب الدعاء فلتصدُق اللجوء إلى الله ، وتُكثر من قرع باب سيِّدها تبارك وتعالى .
وكان عمرُ – رضي الله عنه – يقول : إنّي لا أحمل همَّ الإجابة ولكن همَّ الدعاء ، فإذا أُلهمتُ الدعاء فإن الإجابة معه .
وقال أبو حازم : لأنا من أن أُمْنَع من الدعاء اخوف مِنِّي أن أُمْنَع الإجابة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : قال بعض السلف : يا ابن آدم . لقد بُورِك لك في حاجة أكْثَرْتَ فيها مِنْ قَرْعِ باب سيِّدك .
وقال بعض الشيوخ : إنه ليكون لي إلى الله حاجة فأدعوه ، فيفْتَح لي من لذيذ معرفته وحلاوة مناجاته ما لا أحبّ معه أن يُعجّل قضـاء حاجتي خشية أن تنصرف نفسي عن ذلك ؛ لأن النفس لا تـريد إلا حظّهـا فـإذا قُـضْيَ انْصَرَفَتْ
وقال ابن القيم :
فإذا كان كلُّ خير أصله التوفيق ، وهو بيـد الله لا بِيَـدِ العبـد ، فمفتاحه الدعاء والافتقار وصِدقِ اللجأ والرغبة والرهبة إليه ، فمتى أَعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح لـه … وما أُتي من أُتي ، إلا من قِبل إضاعةِ الشكر وإهمالِ الافتقار والدعاء ، ولا ظَفِرَ من ظَفِر – بمشيئة الله وعونه – إلا بقيامه بالشكر وصدق الافتقار والدعاء . اهـ .
وعليها أن لا تستعجِل ..روي عن أبي جعفر محمد بن علي وعن الضحاك أنـهما قالا – في قوله تعالى : ( قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا) [يونس:89] - : كان بينهما أربعون سنة .
وقال ابن جريج : يُقال إن فرعون ملك بعد هذه الآية أربعين سنة .
قال مورق العجلي : دعوت ربي في حاجة عشرين سنة فلم يَقْضِها لي ، ولم أيأس منها ..
هذا ما يتعلّق بالدعاء .. وأمر آخر ، وهو ما يتعلّق بالخطبة لها ! فالعامة تقول : اخْطب لبنتك قبل أن تخطب لولدك !
ولهذا أصل في السنة ، فإن عمر رضي الله عنه خَطَب لابنتِه حفصة رضي الله عنها ، لما مات زوجها ، فذهب يَعرضها على بعض أصحابه . كما في صحيح البخاري ..
وليس عيبا أن يَخطب الرجل لابنته ، أو لأخته ..وكان الله في عونها
ويسّر لها أمرها
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد