|
|
المنتدى :
قسـم الأنترنـت
ما حُكم تبادل الجنسين هذه العبارات (دمت بود، صح لسانك، تقبلي تحياتي) وغير ذلك ؟
بتاريخ : 05-09-2012 الساعة : 04:15 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نسأل الله أن يكتب أجركم ويعلي منزلتكم
ما رأيكم في مثل هذه الكلمات بين الجنسين: دمتِ بود، تقبلي ودي قبل ردي، صح لسانك ، صح بدنك أو سلمت يمناك ، تقبل طلتي ، أو تسلمين، لك مني أرق التحايا ، تحياتي وتقديري ، تقبلي تحياتي
ومن أمثالها من الكلمات التي تكون بين الجنسين .

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
ورَفَع الله قَدرَكم ، ونَفع بكم .
لا تجوز مثل هذه الكلمات ؛ لأنها تفعل فِعْل السِّحر في نفوس البنات ، ولأن الحيّ لا تُؤمَن عليه الفِتْنَة .
ومَن قرأ قصص الواقع في الشبكة ( الإنترنت ) عَلِم حقيقة ما أقول ، فَكَم مِن البنات خُدِعَت بِكلمات ، أو سُلِب قَلْبها بِعِبارات برّاقة ؟
وما لا يرضاه الناس لأخته وابنته ومحارمه عموما ، فَكَيف يَرْضَاه للناس ؟
وقد قال عليه الصلاة والسلام : مَن أحب أن يُزَحْزَح عن النار ويَدْخُل الجنة فَلْتَأتِه مَنِيّته وهو يُؤمِن بالله واليوم الآخر ، وليأتِ إلى الناس الذي يُحِبّ أن يُؤتَى إليه . رواه مسلم .
فليُعامِل الناس بِما يُحِبّ أن يُعامَل به .
وما أشد ما يفتتن الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال ، وقد أدّب الله أمهات المؤمنين - وهُنّ بِمْنَزِلة الأمهات في الاحترام والتحريم - بِعدم لِين القول ، فقال عَزّ وَجَلّ : (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا) .
وقال تعالى في شأن أطهر نساء العالمين : (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) .
قال ابن جرير في تفسيره : يقول تعالى ذِكْره : سؤالكم إياهن المَتاع إذا سألتموهن ذلك من وراء حجاب أطهر لقلوبكم وقلوبهن من عوارض العين فيها التي تعرض في صدور الرجال مِن أمْر النساء ، وفي صدور النساء مِن أمْر الرجال ، وأحرى مِن أن لا يكون للشيطان عليكم وعليهن سبيل . اهـ .
وقال البغوي : (ذَلِكُمْ أَطْهَر، لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) مِن الرَّيب .
وقال القرطبي : (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) أي : ذلك أنْفَى للرَّيبة ، وأبعد للتهمة ، وأقوى في الحماية . اهـ .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : خُلِق الرَّجُل مِن الأرض فَجُعِلَتْ نِهْمَته في الأرض ، وخُلِقَتْ المرأة مِن الرَّجُل ، فَجُعِلَتْ نِهْمَتها في الرَّجُل ، فاحبسوا نساءكم .
أي : عن الرجال .
ولا أحد يُنكِر مَيل الرجل إلى المرأة ، ومَيل المرأة إلى الرجل .
وقال عطاء : لو ائتمنت على بيتِ مالٍ لكنت أمينًا ، ولا آمَن نفسي على أمَة شَوهاء !
وليس هناك مِن فتنة أضرّ على الرجال مِن النساء .
قال عليه الصلاة والسلام : ما تركت بعدي فتنة أضرّ على الرجال من النساء . رواه البخاري ومسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء . رواه مسلم.
ولا أحد يُنكِر مَيل الرجل إلى المرأة ، ومَيل المرأة إلى الرجل .
والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم . كما أخبر مَن لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم.
وقد سدّ الله الطرق المفضية والمؤدّية إلى الوقوع في الحرام . فحرّم نظر الرجال إلى النساء .
وأمَر بغضّ البصر . وحرّم الخلوة . ومَنَع الاختلاط بين الجنسين . وحرّم على النساء النظر إلى الرجال نَظَر شهوة ورِيبة . ومَنَع المصافحة بين الجنسين إلاَّ في المَحارم . ومَنَع مِن الخضوع بالقول.
فعلى المسلم أن يحفَظ قَلْبَه وقلوب أخواته مِن بنات المسلمين ، وأن يعلَم أن الكلمة ربما تفعل فِعْل السحر .
قَدِمَ رَجُلَانِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَخَطَبَا ، فَعَجِبَ النَّاسُ لِبَيَانِهِمَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا ، أَوْ : إِنَّ بَعْضَ الْبَيَانِ لَسِحْرٌ . رواه البخاري .
قال الفيروزآبادي : والسِّحرُ كلُّ ما لَطُفَ مأخَذُهُ ودَقَّ ... و " إِنَّ من البيانِ لَسِحْرا " معناهُ - والله أعْلَمُ - أنه يَمْدَحُ الإِنسانَ فَيَصدُقُ فيه حتى يَصْرِفَ قُلوبَ السامِعِينَ إليه ، ويَذُمُّه فَيصْدُقُ فيه حتى يَصْرِفَ قُلوبَهُم أيضا عنه . اهـ .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|