[راجية العفو]

السؤال
هذه الآثار التي رويت عن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
1/ جاء في كتاب "معاني الآثار" للطحاوي:
...عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ نَتَحَدَّثُ حَتَّى ذَهَبَ هَزِيعٌ مِنْ اللَّيْلِ، فَقَامَ مُعَاوِيَةُ، فَرَكَعَ رَكْعَةً وَاحِدَةً، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مِنْ أَيْنَ تُرَى أَخَذَهَا الْحِمَارُ.
2/ معاوية يسب عمرو بن العاص:
معاوية يسب عبد الله بن عمرو بن العاص بقوله: "لا تزال داحضًا في بولك". (مجمع الزوائد 9/296 آخر سطر) .
3/ عائشة تلعن عمرو بن العاص:
روَوْا أنَّ عائشة لعنت عمرو بن العاص متهمة إياه بالكذب (المستدرك على الصحيحين: 4/14 وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص) .




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يظهر أن الذي أورد هذه الروايات رافضي ! لأن الرافضة مثل الذُّبَاب ، تترك الجسم السليم ولا تقعّ إلاّ على الجرح !

ففي " شرح معاني الآثار " رواية قبل الرواية الأولى من السؤال مِن طريق الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ عَطَاءٍ : قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : هَلْ لَك فِي مُعَاوِيَةَ أَوْتَرَ بِوَاحِدَةٍ ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَعِيبَ مُعَاوِيَةَ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَصَابَ مُعَاوِيَةُ .

وأما الرواية الثانية ، فهي رواية ضعيفة . في إسنادها أبو غسان مالك بن يحيى بن عمرو .
قال البخاري : في حديثه نظر .
وقال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد عن الثقات بالمفَارِيد التي لا أصول لها .
وقال ابن حجر : قال ابن القطان : لا يُعْرَف ، وذَكَرَه العقيلي في الضعفاء . اهـ .

وكذلك الرواية التي قيل عنها : " مُعاوية يسبّ عمرو بن العاص " ، فإن في إسنادها : عبد الرحمن بن زياد . وقيل : ابن أبي زياد ، مولى بني هاشم . قال ابن حجر : مقبول .
يعني : عند المتابعة ، وإلا فهو ضعيف .

وحكاية لعن عائشة رضي الله عنها لعمرو رضي الله عنه رواها الحاكم من طريق جرير عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق .

وجرير هو ابن عبد الحميد الضبي ، وكان قد اختلط ، فلا يُقبَل من روايته إلاّ ما كان قبل الاختلاط .

وهذه الرواية نقلها من المستدرك وتعَامَى عمّا قبلها ، فقد روى الحاكم من طريق بيان بن بشر ، قال لي عامر الشعبي : أتاني رجل فقال لي : كل أمهات المؤمنين أحبّ إليّ مِن عائشة . قال : قلت : أما أنت فقد خَالَفْتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كانت عائشة أحبهنّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

والرافضة تلعن أم لمؤمنين عائشة رضي الله عنها .
ألا لعنة الله على من لعن أمهات المؤمنين ومن من لعن الصحابة الكرام .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد