العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد قسـم المقـالات والـدروس والخُطب
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

 
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.77 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : راجية العفو المنتدى : قسـم المقـالات والـدروس والخُطب
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-10-2012 الساعة : 10:25 PM

8. ما هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في ملبسه ومأكله وأموره كلها ؟


الجواب :
الجواب عن هذا يحتاج إلى كُتُب !
وقد أُلِّفَت فيه كُتب ، مثل : كُتب الشمائل ، والخصائص ، والسِّيرة ، وهَديه عليه الصلاة والسلام .


والذي يَجْمَع ذلك كله : أنه عليه الصلاة والسلام لم يكن يتكلَّف مَعْدوما ، ولا يَرُدّ موجودا ، إلاّ أن يكون لا يَشتهيه ، أو لا يَحِلّ لنا .


قال ابن القيم رحمه الله : كان هديُه صلى الله عليه وسلم، وسيرتُه في الطعام ، لا يردُّ موجودًا ، ولا يَتَكَلَّف مَفقودًا ، فما قُرِّبَ إليه شيءٌ مِن الطيبات إلاّ أكله ، إلاَّ أن تَعافَه نفسُه ، فيتركَه من غير تحريم ، وما عاب طعاماً قطُّ ، إن اشتهاه أكله ، وإلاَّ تَرَكه ، كما تَرَك أكل الضَّبِّ لَمَّا لَمْ يَعْتَدْهُ ، ولم يُحَرِّمه على الأُمَّة ، بل أُكِلَ على مائدته وهو ينظر .
وأكل الحلوى والعسل ، وكان يُحبهما ، وأكل لحم الجزور ، والضأن ، والدجاج ، ولحم الْحُبارى ، ولحم حِمار الوحش ، والأرنب ، وطعام البحر ، وأكل الشِّواء ، وأكل الرُّطبَ والتمرَ، وشَرِب اللبنَ خالصًا ومَشُوبًا ، والسَّويق ، والعَسل بالماء ، وشَرِب نَقيع التمر ، وأكل الخَزِيرَة ، وهي حَسَاء يُتَّخَذ مِن اللبن والدقيق ، وأكل القِثَّاء بالرُّطَبِ ، وأكل الأَقِطَ ، وأكل التمر بالخبز ، وأكل الخبز بالْخَلّ ، وأكل الثريد ، وهو الخبز باللحم ، وأكل الخبز بالإِهالة ، وهى الوَدَك ، وهو الشحم الْمُذَاب ، وأكل مِن الكَبِدِ المَشوِيَّةِ ، وأكل القَدِيد ، وأكلَ الدُّبَّاء المطبوخةَ، وكان يُحبُّها ، وأكلَ المسلُوقةَ ، وأكلَ الثريدَ بالسَّمْن ، وأكلَ الجُبنَ ، وأكلَ الخبز بالزيت ، وأكل البطيخ بالرُّطَبِ ، وأكل التمر بِالزُّبْدِ ، وكان يُحِبه ، ولم يكن يَردُّ طَيِّبًا ، ولا يتكلفه . اهـ .


وأما مَلْبسه عليه الصلاة والسلام ، فقد كان يُحِبّ التجمُّل عليه الصلاة والسلام .
رأى عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه حُلّة سِيراء عند باب المسجد ، فقال : يا رسول الله لو اشتريت هذه ، فَلَبِسْتها يوم الجمعة ، وللوَفْد إذا قَدِمُوا عليك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة . رواه البخاري ومسلم .
وذلك لأنها كانت مِن حرير .


ولم يكن عليه الصلاة والسلام يتكلَّف في مَلبَسه ، فقد يخرُج إلى الصلاة بالثوب الذي نام به عليه الصلاة والسلام .
قالت عائشة رضي الله عنها : كنت أغسل الجنابة من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيخرج إلى الصلاة ، وإن بُقَع الماء في ثوبه .وفي رواية لمسلم : لقد كنتُ أفْرُكه مِن ثَوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فَرْكًا ، فيُصَلِّي فيه . رواه البخاري ومسلم .


وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحِبّ التيمُّن ويُعجبه ، وهو استخدام اليد اليمنى في الأخذ والعطاء ، وتقديم اليمين حتى في القَدَم عند الانتعال .




ومَن أراد الاستزادة ، فليرجِع إلى :
كتاب " الشمائل " ، للترمذي
وكِتاب " زاد المعاد في هَدْي خير العباد " ، لابن القيم .


والله تعالى أعلم .




9. والله المستعان أصبحنا في زمن الإخوة الأشقاء يتخاصمون على توافه الحياة الدنيا الزائلة ; ولأن سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم صالحة لأي زمان ومكان , فهل تحدثنا عن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أتاه متخاصمان ؟ وما رسالتك لهؤلاء الإخوة المتخاصمين ؟


الجواب :
لَمّا جاء الصحابة رضي الله عنهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوافوا صلاة الفجر معه ، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف ، فتعرضوا له ، فتبسّم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم ، ثم قال : أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين ؟ فقالوا : أجل يا رسول الله ! قال : فأبشروا وأمّلوا ما يسركم ، فو الله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم ، فتنافسوها كما تنافسوها ، وتهلككم كما أهلكتهم . رواه البخاري ومسلم .
الفقر غَالِبًا لا يُغيّر النفوس
بينما الطغيان مُرْتَبط بِالغِنى ، كما قال تعالى : (كَلا إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى ( 6 ) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى) .


ولم تكثر الخصومات إلاّ حينما فُتِحَت الدنيا على الناس ، فقد سَمِعْنا عن تلاعن بعض الإخوة وتخاصُمهم في المقبرة ، وهم لم يَنْفُضُوا التراب عن أيديهم بعد دَفْن والِدهم !


وكان مِن هَدْي النبي صلى الله عليه وسلم السعي إلى إصلاح ذات البين ، والحثّ على إصلاح ذات البين ، والترخيص في ارتكاب مفسدة صُغْرَى لأجل مصلحة كُبرى ، وهي إصلاح ذات البين .


واحتُمِل في سبيل التئام القلوب وإصلاح ذات البين ما لم يُحتمل في غيرها
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا . رواه البخاري ومسلم .
زاد مسلم : قال ابن شهاب : ولم أسمع يُرخص في شيء مما يقول الناس كَذِب إلاَّ في ثلاث : الحرب ، والإصلاح بين الناس ، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها .
وإنما جاز الكذب في إصلاح ذات البين لِمَا فيه مِن جَمْع الكلمة ووِحدة الصف ، وائتلاف القلوب .
قال الشيخ ابن سعدي : والصدق مصلحته خَالِصة ، والكَذِب بِضِدِّه ، ولهذا إذا تَرَتَّب على أنواع الكذب مَصلحة كُبرى تَزيد على مَفْسَدته ، كَالْكَذِب في الْحَرَب ، وفي الإصلاح بين الناس، فقد رخّص النبي صلى الله عليه وسلم لِرُجْحَان مَصْلَحَته . اهـ .


وكان النبي صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على جمع القلوب ، وعلى إصلاح ذات البين .
فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن أهل قباء اقْتَتَلُوا حتى تَرَامَوا بالحجارة ، فأُخْبِر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، فقال : اذهبوا بنا نُصْلِح بينهم . رواه البخاري .


بل إنه عليه الصلاة والسلام تأخّر عن صلاة الجماعة من أجل الإصلاح بين المتخاصِمِين .
روى البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليُصلح بينهم ، فحانت الصلاة ، فجاء المؤذن إلى أبي بكر ، فقال : أتصلي للناس ، فأُقِيم ؟ قال : نعم ، فصلى أبو بكر ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة ، فتخلّص حتى وقف في الصف ، فصفق الناس - وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته - فلما أكثر الناس التصفيق الْتَفَتْ فَرَأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امكث مكانك ، فرفع أبو بكر رضي الله عنه يديه ، فحمد الله على ما أمَره به رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن ذلك ، ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف ، وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلّى . الحديث .


ولَمَّا تَمّ نَعيم أهل الجنة نَزَع الله ما في صدورهم من أسباب العداوة والبغضاء ثم أثبت لهم الأخوة فقال ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ) .


قال ابن القيم رحمه الله - وهو يذكر أسباب انشراح الصَّدْر - :
ومنها - بل مِن أعظمها - : إخراج دَغَل القلب مِن الصفات المذمومة التي تُوجِب ضِيقه وعذابه، وتَحُول بينه وبين حصول الـبُرء ، فإن الإنسان إذا أتى الأسباب التي تَشْرح صَدره ، ولم يُخْرِج تلك الأوصاف المذمومة مِن قَلبه لم يَحْظَ مِن انشراح صَدْره بِطائل ، وغايته أن يكون له مادّتان تَعْتَورَان على قَلْبه ، وهو للمادَّة الغالبة عليه منهما . اهـ .


والله تعالى أعلم .




10.الدنيا ممر لا سكن للأبد , فما أجمل أن نعيش فيها عيش الغرباء لا نهنأ بنوم ولا زاد حتى نلقى وجه الله الكريم , فما هو عيش الغرباء ؟


الجواب :
عيش الغرباء لا يعني أن يزهد الإنسان في الدنيا ، ولا أن يُحرِّم طيِّبَات ما أحل الله له ، ولا أن يَحْرِم نفسه مِن لذائذ الدُّنيا ؛ فقد تقدَّم أن مِن هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يردُّ موجودًا ، ولا يَتَكَلَّف مَفقودًا .
وفَرْق بين أن يأكل الإنسان مِن الطيِّبَات ، وبين أن يتوسَّع في الْمُباحات ، تَوسُّعًا يشغله ويُلهيه عن القُرُبات .


وعيش الغرباء يعني أن يَصلح الإنسان إذا فَسَد الناس ، وأن يثبُت إذا اضطرب الناس ، وأن لا يَمِيل مع الرِّيح حيث مالَتْ !
قال جَابِر رضي الله عنه : مَا مِنَّا أَحَدٌ أَدْرَكَ الدُّنْيَا إِلاَّ وَقَدْ مَالَتْ بِهِ إِلاَّ ابْنُ عُمَرَ .
وقالتْ عَائِشَة رضي الله عنها : مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَلْزَمَ لِلأَمْرِ الأَوَّلِ مِنِ ابْنِ عُمَرَ .


وفي الحديث : بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ . رواه مسلم .


وفي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن عنده : طوبى للغرباء . فقيل : مَن الغُرَباء يا رسول الله ؟ قال : أناس صَالِحُون في أناس سوء كثير ، مَن يَعْصِيهم أكثر ممن يُطِيعهم . رواه الإمام أحمد .


والغُرباء الذين يؤمنون بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يَروه ، ويستمسكون بِسُنّته عند فساد الناس .
حَدَّثَ صَالِحُ بْنُ جُبَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو جُمُعَةَ ، قَالَ : تَغَدَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ، قَالَ : فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، هَلْ أَحَدٌ خَيْرٌ مِنَّا ؟ أَسْلَمْنَا مَعَكَ وَجَاهَدْنَا مَعَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَوْمٌ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ يُؤْمِنُونَ بِي وَلَمْ يَرَوْنِي . رواه الإمام أحمد ، وصححه الألباني والأرنؤوط .


قال القرطبي في تفسيره : وإن أواخر هذه الأمة إذا أقاموا الدِّين وتَمَسَّكُوا به وصبروا على طاعة ربهم في حين ظهور الشَّرّ والفِسق والْهَرْج والمعاصي والكبائر كانوا عند ذلك أيضا غرباء ، وزَكَتْ أعمالهم في ذلك الوقت كما زَكَتْ أعمال أوائلهم ، ومما يشهد لهذا قوله عليه السلام : "بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ ، فطوبى للغرباء" . اهـ .


والغُرباء الذين يَسْتَمْسِكُون بِحبْل الله ، ويَلْزَمون العبادة ؛ لأن فيها النجاء .
قال عليه الصلاة والسلام : الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ . رواه مسلم .


قال ابن رجب : وسَبب ذلك أن الناس في زمن الفِتن يَتَّبِعُون أهواءهم ولا يرجعون إلى دِين ، فيكون حالهم شَبيها بِحَال الجاهلية ، فإذا انفرد مِن بينهم مَن يَتَمَسَّك بِدِينه ويَعبد ربه ويَتَّبِع مَرَاضيه ، ويجتنب مَسَاخِطه ؛ كان بِمَنْزِلة مَن هَاجَر مِن بَين أهل الجاهلية إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، مُؤمِنًا به مُتَّبِعًا لأوَامِره ، مُجْتَنِبًا لِنَواهيه . اهـ .


والله تعالى أعلم .

منقول من شبكة مشكاة الإسلامية


التعديل الأخير تم بواسطة راجية العفو ; 20-10-2012 الساعة 01:51 PM.

رد مع اقتباس
 

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بطاقات من أقوال فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم طالبة علم منتـدى الحـوار العـام 2 07-09-2016 05:45 PM
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم يتحدّث عن الرؤى والأحلام راجية العفو صوتيات ومرئيات فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم 0 04-01-2013 11:26 PM
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم يتحدّث عن سبب تأخر النصر راجية العفو صوتيات ومرئيات فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم 0 04-01-2013 10:53 PM
حلقات فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم في قناة المرقاب راجية العفو صوتيات ومرئيات فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم 0 21-10-2012 10:03 PM
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم على قناة دُرَّة راجية العفو صوتيات ومرئيات فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم 0 21-10-2012 10:00 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 11:07 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى