|
|
المنتدى :
إرشـاد الزكـاة والصدقـة
ما حكم تصدق الزوجة من مصروف البيت المشترك بين زوجها وأهله ؟
بتاريخ : 29-07-2013 الساعة : 02:22 AM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
حفظك الله شيخنا الكريم ورعاك وأسعدك حيثما كنت ، أود لو تكرمت معرفة الحكم في هذه المسألة : هناك رجل مُسِنّ ميسور الحال له منزل كبير ويعيش معه أولاده وزوجاتهم وهؤلاء الأولاد يقومون شهريا بدفع مبلغ من المال كمساهمة في مصروف البيت ، وإحدى هذه الزوجات تقوم بالتصدق بشيء من طعام البيت وغيره على فقيرة - وهذه الفقيرة هي ابنة عم صاحب البيت الميسور الحال - لكن دون معرفة صاحب البيت أي والد زوجها لأنه لا يرضى بذلك وعندما أبلغتها الفقيرة أنه ربما هذه الصدقة هي سرقة لأنها تتم دون علم صاحب البيت ودون رضاه أجابتها زوجة ابنه أنهم أيضا يساهمون في مصروف البيت بشكل منتظم أي شهريا
فهل يجوز لهذه الكنة أن تتصدق على ابنة عم والد زوجها الفقيرة - وكلنا فقراء إلى الله - دون علمه ؟ وهل يجوز لتلك الفقيرة أن تقبل بتلك الصدقة من طعام إلى غير ذلك ؟
بارك الله فيك شيخنا الكريم

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
يجوز أن تتصدّق من المال إذا كانت الصدقة مِن الطعام وكانت في حدود المعقول .
قال أبو بكر بن العربي : اختلف السلف فيما إذا تصدقت المرأة من بيت زوجها ، فمنهم من أجازه في الشيء اليسير الذي لا يُؤبَه له ، ولا يَظهر به النقصان ، ومنهم مَن حَمله ما إذا أذِن الزوج ولو بِطريق الإجمال ، وهو اختيار البخاري ، وأما التقييد بغير الإفساد فمُتّفق عليه .
قال الإمام النووي : والإذن ضَرْبَان :
أحدهما : الإذن الصريح في النفقة والصدقة .
والثاني : الإذن المفهوم مِن اطّراد العُرف والعادة ، كإعطاء السائل كِسرة ونحوها مما جرت العادة به ، واطِّرَد العُرف فيه ، وعُلم بالعُرف رضا الزوج والمالِك به ، فإذنه في ذلك حاصل وإن لم يتكلم ، وهذا إذا عُلم رضاه لاطِّرَاد العُرف ، وعُلم أن نفسه كَنفوس غالب الناس في السماحة بذلك والرضا به ، فإن اضطرب العُرف أو شُك في رضاه ، أو كان شخصا يَشحّ بذلك ، وعُلم مِن حاله ذلك أو شُك فيه ، لم يَجز للمرأة وغيرها التصدق من ماله إلاّ بِصريح إذنه . اهـ .
وسبق :
هل يجوز للمرأة أن تتصدق مِن مال زوجها أو أبيها دون عِلمه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11766
ما حُكم التصدق بمال دون إذن صاحبه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11767
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
|
|
|
|
|