العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسـام التواصـل والأسئلـة اكتب سؤالك هنا
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

 
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.63 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : الأمل بالله المنتدى : اكتب سؤالك هنا
افتراضي
قديم بتاريخ : 22-01-2017 الساعة : 09:20 AM

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .

الصبر على الابتلاء والمصائب والأمراض واحتساب ذلك عند الله يَرفع درجات العبد ، ويُكتب له بها الأجر العظيم .
قال الله تبارك وتعالى : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا سَبَقَتْ للعبدِ من الله مَنْزِلَة لم يَبْلُغْهَا بِعَمَلِه ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ، ثم صَبَّرَه حتى يُبَلِّغَه المنْزلة التي سَبَقَتْ له منه . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وصححه الألباني ، وقال الأرنؤوط : حسن لغيره .

وما يُصيب المسلم كفّارة لِذنوبه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما مِن مسلم يُصيبه أذى إلاّ حَاتّ الله عنه خطاياه كما تَحاتّ وَرق الشَّجر . رواه البخاري ومسلم .

وأما أثر التقوى ؛ فقد يَراه المسلم في الدنيا ، وقد لا يَراه إلاّ في الآخِرة ، وجزاء الآخِرة أعظم وأفضل .
قال رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم : يَوَدُّ أَهْلُ العَافِيَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْل البَلاء الثَّواب لو أَنَّ جُلُودَهم كَانَتْ قُرِضَتْ في الدُّنيا بِالمَقَارِيضِ . رواه الترمذي ، وحسنه الألباني .

وقد ذَكَر شيخ الإسلام ابن تيمية أقسام الناس تجاه التقوى والصبر على أقدار الله ، وأنهم أربعة أقسام :
أحدها : أهل التقوى والصبر ، وهُم الذين أنعم الله عليهم مِن أهل السعادة في الدنيا والآخرة .
والثاني : الذين لهم نوع مِن التقوى بلا صبر ، مثل : الذين يَمْتَثِلُون ما عليهم من الصلاة ونحوها ، ويَتْرُكُون الْمُحَرَّمَات ، لكن إذا أُصِيب أحدهم في بَدَنه بِمَرض ونحوه ، أو في مالِه ، أو في عِرضه ، أو ابْتُلِي بِعدوّ يُخِيفه عَظُم جَزعُه ، وظَهَر هَلَعُه .
والثالث : قوم لهم نوع مِن الصبر بلا تقوى ، مثل : الفُجّار الذين يَصبرون على ما يصيبهم في مثل أهوائهم ؛ كاللصوص والقُطّاع الذين يَصبرون على الآلام في مثل ما يَطلبونه مِن الغصب وأخذ الحرام ، والكُتّاب وأهل الديوان الذين يَصبرون على ذلك في طلب ما يَحصل لهم مِن الأموال بالخيانة وغيرها . وكذلك طُلاّب الرئاسة والعُلوّ على غيرهم يَصبرون مِن ذلك على أنواع من الأذى التي لا يَصبر عليها أكثر الناس ، وكذلك أهل المحبة للصُّوَر الْمُحَرَّمَة مِن أهل العشق وغيرهم يَصبرون في مثل ما يَهوَونه مِن الْمُحَرَّمَات على أنواع مِن الأذى والآلام . وهؤلاء هم الذين يريدون علوا في الأرض أو فسادا مِن طُلاّب الرئاسة والعُلوّ على الْخَلْق ، ومِن طُلاّب الأموال بالبَغي والعدوان ، والاستمتاع بالصُّوَر الْمُحَرَّمَة نظرا أو مباشرة ، وغير ذلك ؛ يَصبرون على أنواع مِن المكروهات ، ولكن ليس لهم تقوى فيما تَرَكُوه مِن المأمور ، وَفَعَلُوه مِن الْمَحْظُور . وكذلك قد يصبر الرجل على ما يُصيبه مِن المصائب ؛ كالمرض والفقر وغير ذلك ولا يكون فيه تقوى إذا قَدَر .
وأما القسم الرابع - فهو شَرّ الأقسام - : لا يَتّقون إذا قَدَروا ، ولا يَصبِرون إذا ابْتُلُوا ؛ بل هُم كما قال الله تعالى : (إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا) ، فهؤلاء تَجِدهم مِن أظلم الناس وأجبرهم إذا قَدَروا ، ومِن أذلّ الناس وأجزعهم إذا قُهِرُوا . إن قَهَرتهم ذَلّوا لك ونافَقوك وحابَوك واستَرحَمُوك ، ودخلوا فيما يدفعون به عن أنفسهم مِن أنواع الكذب والذلّ وتعظيم المسئول . وإن قَهروك كانوا مِن أظلم الناس وأقسَاهم قَلبًا ، وأقلّهم رحمة وإحسانا وعَفوا ، كما قد جَرَّبَه المسلمون في كل مَن كان عن حقائق الإيمان أبْعَد ، مثل : التتار الذين قاتلهم المسلمون ومَن يُشبههم في كثير مِن أمورهم . وإن كان مُتَظاهِرًا بِلِبَاس جُند المسلمين وعلمائهم وزُهّادهم وتُجارهم وصُنّاعهم ؛ فالاعتبار بالحقائق " فإن الله لا ينظر إلى صُوَركم ولا إلى أموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " . اهـ .

وعلى الإنسان أن يُكثِر مِن الشُّكر ، وأن ينظر إلى ما عنده مِن النِّعَم والصِّحّة ، ولا ينظر إلى ما عند غيره ، أو ما ضعف عنده ؛ فيَقلّ عند ذلك شُكره ، أو يَجزع ، أو يَتسخّط .

ولا يبتلي الله المسلم الموحد ليُبعده عن الدِّين ، وإنما يُبتَلى ليُمتحَن صبره وإيمانه وصِدقه مع الله .
وقد ابتُلِي سادات الْخَلْق ، وهُم الأنبياء ، وابْتُلِي الصالحون .

وأعظَم ما تُفرَج به الهموم :
الصدقة ، ولو باليسير لِمن لا يجد .
وكثرة الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، بحيث يُخصص الإنسان أوْقاتًا يتفرّغ فيها ويَلزم الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، أو يَجعل له عددا منها لا يَتركه ، ولا يَجعل لها فَضْلَة الوقت .
وكان السلف يُلزِمون أنفسهم بتسبيح أو استغفار بعدد مُعيَّن مِن باب إلْزَام النفس به .
أخرج ابن سعد بسند صحيح عن عكرمة أن أبا هريرة كان يُسَبِّح كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة ، يقول : أُسَبِّح بِقَدْرِ ذَنْبِي . ذَكَره ابن حجر في الإصابة .

والدعاء والإلحاح على الله خاصة في أوقات الإجابة .
وقيام الليل ، ولو ساعة قبل الفجر ، فإنه مِن أعظم أسباب تفريج الْهَمّ ، ومِن أسباب الشفاء التي يَغفل عنها كثير مِن الناس ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : علَيْكُم بِقِيَام اللَّيْل فإنّه دَأَب الصَّالِحِين قَبْلَكُم ، وإنَّ قِيَام اللَّيْل قُرْبَة إلى اللَّه ، وَمَنْهَاةٌ عن الإِثْم ، وَتَكْفِيرٌ لِلسَّيِّئَاتِ ، وَمَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عَنْ الْجَسَدِ . رواه الترمذي ، وحسّنه الألباني بِشَواهِدِه .

وشُرب ماء زَمزم بِنيّة تفريج الْهَمّ .

وبعض الناس لَمّا اشتدّ به البلاء والكرب لَزِم المسجد الْحَرَام أيام إلاّ يخرج منه إلاّ لضرورة ، وألَحّ على الله وأكثر الدعاء والتضرّع ؛ ففُرِّج عنه .

وسبق الجواب عن :
يعاني مِن الضيق فى الصدر وعدم الرضا عن نفسه . ماذا يفعل؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=399

أنا غير سعيدة وأموري دائما متعسرة ، وكل شيء أتمناه يتأخر أو لا يتحقق ، فما النصيحة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18810

نريد توجيها لأخت وصلت إلى درجة خطيرة من اليأس
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18941

هل يوجد دعاء مستجاب من القرآن والسنة لقضاء الحوائج ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18738

كيف يكون تجديد وتقوية العقيدة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18890

كيف يكون الإنسان مُتوكِّلاً على الله حقًّا ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16648

ما حكم تسخّط الأقدار ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15686

ما حكم من قال عن أقدار الله (ما يحدث لي إهانة وتقزيم لي أمام الناس من القدر) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14844

هل ثمرات الاستغفار تتحقق في الدنيا أم قد لا تتحقق ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13632

خُطبة جمعة .. يا صاحب الهمّ
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14049

والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس
 

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أسئلة عن بعض أحكام صلاة المسافر امة الله إرشــاد الـصــلاة 1 20-01-2016 09:03 AM
مجموعة أسئلة في الطهارة عبق إرشـاد الطـهــارة 0 09-03-2010 04:55 PM
أسئلة حول ما يتعلق بالإصابة بالعين نسمات الفجر قسـم الفتـاوى العامـة 0 25-02-2010 10:02 PM
كَذِبُ أدعية (مفاتيح الفرج لترويح القلوب وتفريج الكروب) نسمات الفجر إرشـاد الأدعـيــة 0 20-02-2010 04:30 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 11:02 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى