|
|
المنتدى :
إرشــاد الـصــوم
هل يجوز اعتماد ثبوت رمضان بالرؤية بالآلات ؟
بتاريخ : 01-03-2010 الساعة : 03:52 PM
شيخنا الكريم أبا يعقوب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسعد الله جميع أوقاتك بطاعته
كثر الكلام في الآونة الأخيرة عن اعتماد رؤية هلال شهر رمضان بالآلات المكبرة
فهل يصح إثبات دخول الشهر بهذه الوسيلة أم لا بد من رؤية الهلال بالعين المجردة ؟
نفع الله بك وبعلمك وجعلك مباركا أينما كنت

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
الأصل في الشرع : رؤية الهلال بالعين الْمُجرَّدة ، وعدم تكلّف ما وراء ذلك ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا رأيتموه فصوموا ، وإذا رأيتموه فأفطروا ، فإن غُمّ عليكم فاقدروا له . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وفيه : فإن غُمّ عليكم فصوموا ثلاثين يوما .
وجاءت رواية لهذا اللفظ ( غُمّ ) بلفظ : غُبّي
فقد روى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غُبي عليكم ، فأكملوا عِدة شعبان ثلاثين .
قال ابن الأثير : وفي حديث الصوم " فإن غَبِىَ عليكم " ، أي : خَفِيَ . ورواه بعضهم " غُبِّيَ " بضم الغين وتشديد الباء المكسورة لِمَا لم يُسَمَّ فاعِله من الغَباء : شِبْه الغَبَرة في السماء . اهـ .
ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاحتياط في ذلك ، ولا أمَرَ أحدًا أن يصعد فوق جَبَل ولا مكان مُرتفع يتحرّى رؤية الهلال !
وأجازت اللجنة الدائمة الاستعانة بآلات الرصد ، ففي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة : تجوز الاستعانة بآلات الرصد في رؤية الهلال ، ولا يجوز الاعتماد على العلوم الفلكية في إثبات بدء شهر رمضان المبارك أو الفطر ؛ لأن الله لم يشرع لنا ذلك ، لا في كتابه ولا في سُنة نَبيه صلى الله عليه وسلم ، وإنما شرع لنا إثبات بدء شهر رمضان ونهايته برؤية هلال شهر رمضان في بدء الصوم ، ورؤية هلال شوال في الإفطار والاجتماع لصلاة عيد الفطر ، وجعل الأهلة مواقيت للناس وللحج . اهـ .
ويبقى الإشكال في توثيق من يقوم بالرؤية ! فغالب من في المراصد هم من الفلكيين ! ومعلوم توجّه كثير من الفلكيين في مُحاولة إثبات الحساب الفلكي لِبدء الصيام ونهايته !
ولذلك قال شيخنا العثيمين رحمه الله : الطريقة الشرعية لثبوت دخول الشهر أن يتراءى الناس الهلال ، وينبغي أن يكون ذلك ممن يوثق به في دِينه وفي قُوة نَظَره ، فإذا رأوه وَجَب العمل بمقتضى هذه الرؤية : صومًا إن كان الهلال هلال رمضان ، وإفطارًا إن كان الهلال هلال شوال .
ولا يجوز اعتماد حساب المراصد الفلكية إذا لم يكن رؤية ، فإن كان هناك رؤية ولو عن طريق المراصد الفلكية فإنها معتبرة ، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا . أما الحساب فإنه لا يجوز العمل به ، ولا الاعتماد عليه .
وأما استعمال ما يسمى آ« بالدربيل آ» وهو المنظار المقرب في رؤية الهلال فلا بأس به، ولكن ليس بواجب، لأن الظاهر من السنة أن الاعتماد على الرؤية المعتادة لا على غيرها . ولكن لو استعمل فرآه من يوثق به فإنه يعمل بهذه الرؤية . اهـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|