[ناصرة السنة]

السلام عليكم فضيلة الشيخ

عندي سؤال وأتمني الإجابة عليه

بسبب خلاف بيني وزوجي قال زوجي : أنت محرّمة عليّ 3 شهور .

فهل هذا يعتبر تحريم ؟


الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هذا نوع من الإيلاء الذي وَرَد ذِكره في قوله تعالى : (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُر فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)

قال البغوي في التفسير : يُؤلون أي يَحْلِفون ، والألية اليمين ، والمراد من الآية اليمين على ترك وطء المرأة . اهـ .


فهو تحريم مؤقّت ، ولا يَجوز أن يَتجاوز الأربعة أشهر بِنصّ الآية .

فإن تجاوز الأربعة أشهر فهو إضرار ، ويُرفع أمره إلى القضاء .

وإن كان أقل من أربعة أشهر ، فلا يُعتبر إضراراً .


وكفارة هذا القول كفارة يمين ، لقوله تبارك وتعالى لِنبيِّـه صلى الله عليه وسلم : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ) .

فكفارة التحريم كفارة يمين .

بمعنى : إذا أراد زوجك الرجوع عن هذا التحريم – وهو الأوْلَى والأفضل – أن يُكفِّر كفارة يمين ، ثم يأتي أهله .

والنبي صلى الله عليه وسلم قال : والله لأن يَلَجّ أحدكم بيمينه في أهله آثم له عند الله من أن يعطي كفارته التي افترض الله عليه . رواه البخاري ومسلم .

قال الإمام النووي رحمه الله : ومعنى الحديث : أنه إذا حَلَفَ يميناً تتعلق بأهْلِه ويتضررون بعدم حنثه ، ويكون الْحِنْث ليس بمعصية ، فينبغي له أن يَحْنَث فيفعل ذلك الشيء ويُكفِّر عن يمينه ، فإن قال : لا أحنث بل أتورّع عن ارتكاب الحنث وأخاف الإثم فيه فهو مخطئ بهذا القول ، بل استمراره في عدم الحنث وإدامة الضرر على أهله أكثر إثماً من الحنث . واللجاج في اللغة هو الإصرار على الشيء . اهـ .
والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد