[عبد الرحمن السحيم]

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

يجوز الدعاء بأن تكون الوفاة في المدينة النبوية ، فقد روى الإمام مالك عن زيد بن أسْلَم أن عمر بن الخطاب كان يقول : اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك ، ووفاة بِبَلَدِ رَسولك .

وأما الدعاء بأن تكون خاتمة الإنسان شهادة في سبيل الله ، فهذا كثير ، وهي أُمْنِية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسبق :
أُمْنِية رسول الله صلى الله عليه وسلم
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6726

وفي صحيح مسلم من حديث سهل بن حَنيف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مَن سأل الله الشهادة بِصِدْق بَلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه .

ولقي البراء بن مالك رضي الله عنه زَحْفًا مِن المشركين ، وقد أوجع المشركون في المسلمين ، فقالوا : يا براء ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنك لو أقسمت على الله لأبَرّك . فأقْسِم على ربك ، فقال : أقْسَمْت عليك يا رب لَمَا مَنَحْتَنا أكتافهم ، ثم الْتَقَوا على قنطرة السوس فأوجعوا في المسلمين ، فقالوا له : يا براء ، أقْسِم على ربك ، فقال : أقْسَمْت عليك يا رَبّ لَمَا مَنَحْتَنا أكتافهم وألْحَقْتَنِي بِنَبِيِّك صلى الله عليه وسلم ، فَمُنِحُوا أكتافهم ، وقُتِل البراء شهيدا . رواه الحاكم وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخَرِّجاه ، ورواه البيهقي في " دلائل النبوة " .

وروى الحاكم وأبو نُعيم والبيهقي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن عبد الله بن جحش رضي الله عنه قال يوم أُحُد : يارب إذا لَقَيتُ العدو غدا فَلَقّني رجلا شديدا بأسه ، شديدا حَرَده ، أُقَاتِله فيك ويَقْتلني ، ثم يأخذني فَيَجْدع أنفي وأذني ، فإذا لقيتك غدا قلت : يا عبدالله مَن جَدع أنفك وأذنك ؟ فأقول فيك وفي رسولك ، فتقول : صدقت . قال سعد : لقد لقيته آخر النهار وإن أنفه وأُذنه لَمُعَلّقَتَان في خيط .

والله تعالى أعلم .