بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد :
فلديّ سؤال أرهقني منذ سنين ولم أجد له إجابة لجهلي وقلة همتي وحرصي على الدين .
والله المستعان . ذهبت الهمم عند الشباب.
أريد أن أطرح السؤال ولكن بكل مصداقية
وأرجو الجواب عليه لأهميته .
عندي السؤال عن بنك الرياض . بكُل وضوح هل البنك المذكور بنك ربوي أو إسلامي ؟
إذا كان ربوي هل الموظف لدى البنك يأثم ويعتبر راتبة حرام ؟
خاصة وأنه على قسم خدمات العملاء والقروض .
وإذا كان حرام هل أهل بيته يأثمون معه ؟
رغم أنه هو العائل الوحيد ولا نستطيع التخلي عن الراتب أبدا لكثرة الديون ومتطلبات
الحياة الأساسية ، علما بأن الشخص المذكور ملتزم بالصلاة .
الجواب/
سُئل الشيخ ابن باز رحمه الله :
يقول السائل :
أفيدك أنه لي ولد ، وأنه مديون نحو مائة ألف ريال في زواج ، وفي سيارة يركبها ، وانه دخل البنك الأهلي يعمل مراسل براتب نحو ألف وخمسمائة ريال ، ويقول بعض الناس : إن راتبه حرام ، وناس يقولون : حلال .
والله يعلم أنه دخل في هذا البنك لضرورة الدَّين ، ومصاريف أهله .
لذا نرجو الإفادة عاجلا .
فأجاب رحمه الله :
لا يجوز العمل في البنوك الربوية ، كالبنك الأهلي المذكور ، والواجب على ابنك المذكور أن يَدع العمل المذكور ، ويلتمس العمل في جهات أخرى سليمة . يسّر الله أمره ، وأصلح حاله وحال كل مسلم . اهـ .
وسُئل رحمه الله عن العمل في البنوك ، وذَكَر السائل أنه يشغل وظيفة كتابية مثل : مدقق حسابات أو مأمور سنترال أو غير ذلك من الوظائف الإدارية ...
فأجاب رحمه الله :
العمل في البنوك الربوية لا يجوز ، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ، وقال : هم سواء . أخرجه مسلم في صحيحه . ولِما في ذلك من التعاون على الإثم والعُدوان ، وقد قال الله سبحانه : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) . . اهـ .
فالعلماء لم يُجيزوا العمل في وظيفة مأمور سنترال أو مراسل أو حارس في البنوك الربوية .
وأما أهل بيته فلا يأثمون ، لأن عليه غُرمه ولهم غُنمُه .
وأما قول السائل : إنه لا يستطيع أن يتخلّى عن هذا العمل .
فأقول : هذا ضعف يقين بالله عز وجل .
فإن الله هو الرّزاق ذو القوة المتين .
وهو الذي رَزَقك يا ابن آدم وأنت في بطن أمّك ، أيُضيّعك وأنت تمشي على ظهر الأرض ، وتُصلي له وتركع وتسجد ؟!
والمسألة تحتاج إلى صِدق مع الله .
لقِيت مرة شابا يقول : كنت أعمل في أحد البنوك ، وراتبي يزيد على عشرة آلاف ، ثم تركت العمل في البنوك ، وتركت معه شهادات الخبرة ، ثم عملت بوظيفة أخرى براتب قدره ثلاثة آلاف ريال .
يقول : والله إني أوفِّر من هذا الراتب أكثر مما كنت أوفِّر من راتب البنك .
يقول : وإضافة على ذلك فإني أُعطي والدي من هذا الراتب .
ووعد الله حق ، وقوله صِدق ، وقد قال تبارك وتعالى : ( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ) .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية