[راجية العفو]

السؤال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
عذرا شيخنا ، أمي و أبي منضرين من أخي الذي هو تزوج عما يقرب العام ونصف ، و الله المستعان فقد كانت تظهر لنا زوجته أنها طيبة الأخلاق و الآداب لكن بعد ما تعرفت علينا حق المعرفة أصبحت تتصرف في غياب زوجها الذي هو أخي بسوء مع الأخت ، فقد عملت والله أعلم على تفرقة أخ عن أخته بسبب الغيرة وأب عن ابنه وأخيرا سعت إلى تفرقة أم عن ابنها فقد تركت في نفسية الوالدين حزن لا يعلم به إلا الله فالغيرة تجعلها تكذب على زوجها تقول كلام غير موجود بتاتا وهو الآن يأتي عند والديه لكن ليس مثل الأول ولوحده دون زوجته لأن الأخت والأم والأب منضرين كثيرا من زوجته والمشكلة هو لا يصدق ما نقوله عن زوجته وما سببت لنا من ضرر يقول مستحيل زوجتي تفعل كذا ، لكن هي لما تقول له عن شيء و هو غير واقع أو غير مقصود كونها تخترع أشياء الله المستعان فيصدقها، و الله يا شيخ أمي تبكي كثير ومنضرة كانت تنتظر زوجة لابنها تكون ابنتها وأخت لبنتها لكن الزوجة تريد الزوج فقط وهي قالت لي هذا قبل وتحب حب التملك لزوجها وكأنه لا والِدين له ، فما العمل لهذه المشكلة ؟
و شيء مهم فقد كانت تسود محبة كبيرة بين الأخ والأخت والآن تدمرت العلاقة بينهما فقد ظن أن الغيرة غمرت قلب أخته كونها تحبه كثير لكن فو الله يا شيخ ما حسيت بغيرة بالعكس كنت أقول له ستصبح عندي أخت جديدة كنت أقول لها أنتي وأخي شخص واحد إذا أنتي مثلك مثل أختي فكانت تسكت لا تقول شيء ما علمت بشيء حينها لكن بعد مدة فهمت كل عمل كانت تقوم به وذلك بدافع الغيرة، أعوذ بالله، و المؤلم أن هذين الوالدين لهما ولد وبنت فقط فكيف يشعران و الابن و الأخت دمرت علاقتهما
فما عسانا نفعل؟




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

عليكم بالدعاء والصدقة ، فإن لهما تأثيرا عجيبا في تفريج الهمّ .
قال ابن القيم : فإن للصدقة تأثيرا عجيبا في دفع أنواع البلاء . اهـ .

ثم ابحثوا عن مفتاح أخيك ، فإن لكل رجل مِن أصحابه أو أقاربه مَن يكون كالمفتاح له ! فيستطيع إقناعه والتأثير عليه ، وتذكيره بِفضل والديه عليه .

وابحثوا أيضا عن مفتاح زوجته ، ومن يملك التأثير عليها ، وأن الأيام دُوَل ، وكما تَدِين تُدَان ، وما تفعله اليوم تستوفيه غدا .. وكما تُحِبّ أن تُعامَل فلتُعامِل غيرها .
وأن تُذكّر بِشؤم ما تَفْعَله ، وأنه قد يُؤدِّي إلى انقلاب الأمر عليها ، وقد يؤول بها الأمر إلى الطلاق ، فتموت حسرة وكَمَدًا ، وتعلم حينها أنها إنما أصابها ذلك بشؤم فِعالِها .

والعجيب من قصة أخيك – إن كان كل ما ذُكِر حقيقة – أنه يسمع كلام زوجته في حقّ والديه وأخته ، ولا يسمع كلام والديه في زوجته !


والله تعالى أعلم .




المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد