|
|
المنتدى :
قسـم السنـة النبويـة
ما المقصود بالقلب في الأحاديث النبوية
بتاريخ : 25-05-2016 الساعة : 11:35 PM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل
كثير ما نسمع في المواعظ و الرقائق والأحاديث النبوية عن القلب
مثل الحديث الذي معناه أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب
هذا شيء أؤمن به ليس هناك إشكال
فقط وددت أن أعرف ما المقصود بالقلب هنا
هل هو العضو الذي يضخ الدم أم هو شيء معنوي كالروح ؟؟

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إذا اُطْلِق القلب فإنما يُراد به ما في الصدر .
وفي الحديث الذي أشرتَ إليه : " ألا وإن في الجسد مُضغة ، إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب " . رواه البخاري ومسلم .
فقد نُصّ على أنها ( مُضْغَة ) أي : قِطْعَة ، وليست شيئا معنويا .
قال ابن الأثير : " في ابن آدمَ مُضْغَةً " ، يعني القلبَ ؛ لأنه قِطعةُ لحمٍ مِن الجسد . والمُضْغَةُ : القِطْعةُ من اللحمِ قَدْرَ ما يُمْضَغُ وجَمْعُها : مُضَغٌ . اهـ .
وجرى الخلاف : هل العقل في القلب أو في الرأس ؟
وسبب الخلاف التباين في فهم ( قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا )
قال ابن الجوزي : الْعَقْلُ غَرِيزَةٌ كَأَنَّهَا نُورٌ يُقْذَفُ فِي الْقَلْبِ فَيَسْتَعِدُّ لإِدْرَاكِ الأَشْيَاءِ فَيَعْلَمُ جَوَازَ الْجَائِزَاتِ وَاسْتِحَالَةَ الْمُسْتَحِيلاتِ وَيَتَلَمَّحُ عَوَاقِبَ الأُمُورِ
وَذَلِكَ النُّورُ يَقِلُّ وَيَكْثُرُ وَإِذَا قَوِيَ ذَلِكَ النُّورُ قَمَعَ بِمُلاحَظَةِ الْعَوَاقِبِ عَاجِلَ الْهَوَى
ثم قال ابن الجوزي : ذِكْرُ مَحِلِّ الْعَقْلِ :
أَكْثَرُ أَصْحَابِنَا يَقُولُونَ مَحِلُّهُ الْقَلْبُ وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنِ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَدَلِيلُهُمْ قَوْلُهُ تَعَالَى : (فَتكون لَهُم قُلُوب يعْقلُونَ بهَا) ، وَقَوْلُهُ : (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لمن كَانَ لَهُ قلب) قَالُوا : الْمُرَادُ لِمَنْ كَانَ لَهُ عَقْلٌ ، فَعَبَّرَ بِالْقَلْبِ عَنِ الْعَقْلِ ؛ لأَنَّهُ مَحِلُّهُ .
وَنَقَلَ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَحْمَدَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ مَحِلَّهُ الدِّمَاغُ .
وَهُوَ اخْتِيَارُ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . اهـ .
وفَصَل ابن القيم رحمه الله بين الفريقين ، فقال :
الصواب أن مَبدأه ومَنشأه مِن القلب ، وفروعه وثمرته في الرأس . اهـ .
وقد أطال ابن القيم رحمه الله فيما يتعلّق بالطبع الخَتْم على القلب ، وذلك في كتابه الماتع النافع " شفاء العليل " .
وسبق :
لماذا خصَّ الله تعالى القلبَ بالإثم في قوله (فإنه آثِمٌ قلبه) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12539
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية
|
|
|
|
|