[عبق]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ سؤالي يقول:
س/ هل نجاسة القطط تكون نجاسة مفسدة للوضوء ويجب إزالتها اذا جائت على اللباس او جاء شيئ بسيط من النجاسة على اللباس او جائت نجاسة على سجادة ؟
و هل لا يجوز الصلاة على السجادة؟
شكرا لك وجزاك الله الجنه

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

النجاسة عموما إذا أصابت الثياب أو البدن ، فإنها لا تُفسد الوضوء ، إذ لا علاقة لها بالوضوء ، وإنما تجب إزالتها لئلا يُصلي بثياب نجسة أو بِبَدن عليه نجاسة .

واخْتُلِف في نجاسة أرواث القطط ( العَذِرة - الْخُرْء) :
فَمن العلماء من يقول بِنجاسة أرواثها دون بَولِها .
ومنهم من يقول بِعدم نجاسة الكلّ ، لِوجود المشقّة من التحرّز منها ، ولقوله عليه الصلاة والسلام عن الهِرّة : : إنها ليست بِنَجَس ، إنها من الطوافين عليكم والطوافات . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ومَنِيّ الآدمي طاهر ، وهو ظاهر مذهب أحمد والشافعي . وبَول الهرة وما دونها في الخلقة طاهر . اهـ .

والقول بنجاسة بول ورَوث القطط هو قول الأكثر .

قال ابن قدامة : ما لا يمكن التحرّز منه ، وهو نوعان :
أحدهما : ما ينجس بالموت ، وهو السِّنَّور وما دونه في الخِلقة ، فَحُكْمه حُكم الآدمي ؛ ما حكمنا بنجاسته مِن الآدمي ، فهو منه نجس ، وما حَكمنا بطهارته مِن الآدمي ، فهو منه طاهر ، إلاَّ مَنِيّه ، فإنه نجس ؛ لأن مني الآدمي بدء خلق آدمي فَشَرُف بتطهيره ، وهذا معدوم هاهنا .
النوع الثاني : ما لا نفس له سائلة ، فهو طاهر بجميع أجزائه وفضلاته . اهـ .

وذََهب الشافعية إلى نجاسة كل بول وروث .
قال الإمام النووي : مذهبنا أن جميع الارواث والذرق والبول نجسة مِن كل الحيوان ، سواء المأكول وغيره ، والطير ، وكذا روث السمك والجراد ، وما ليس له نفس سائلة كالذباب ؛ فَرَوثها وبَولها نجسان على المذهب . اهـ .

وَفِي فَتَاوَى قَاضِي خَان : بَوْلُ الْهِرَّةِ وَالْفَأْرَةِ وَخُرْؤُهُمَا نَجِسٌ فِي أَظْهَرِ الرِّوَايَاتِ يُفْسِدُ الْمَاءَ وَالثَّوْبَ .

وقال شيخنا العثيمين رحمه الله : كل شيء لا يُؤكل فَبَوله وعَذِرته نجسة حتى وإن كان طاهرا ، فها هو الآدمي مثلا بَوله وعَذِرته نجسة ، وهو طاهر في حياته ، وكذلك بعد الموت ، وكذلك الهِرّة فهي طاهرة إلاّ بَولها وعَذِرتها فإنها نجسة . اهـ .

ولهذا فالأظهر والأحوط : غَسل ما أصابه بَول أو رَوث القطط .


والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن بن عبد الله السحيم

الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض