|
|
المنتدى :
قسـم المحرمـات والمنهيات
الدراسة في الجامعات المختلطة وقوة الإسلام
بتاريخ : 22-02-2010 الساعة : 10:46 PM
السؤال :
بخصوص الدراسة في الجامعات المختلطة . والدي يقول لي : وكيف يقوى الإسلام بالإيمان فقط دون العلم ؟ يقصد العلم الدنيوي . ويقول : إن الله لا يرضى بذلك
ويقول : لو أنك تركت التعليم في تلك الجامعات وفعل كل الناس ذلك فكيف يقوى الإسلام والمسلمين ؟ بل كيف ندافع عن أنفسنا ضد العدو حتى لا يحدث لنا ما حدث لأفغانستان حيث إنهم كانوا متبعين للسلف ولكن لم يهتموا بالعِلم فحدث لهم ذلك .
كثر الجدال والنقاش وأسأل الله العلي العظيم لي ولكم السلامة والعافية والثبات على الإيمان، فجزاكم الله خيرا ووفقكم لما يحبه ويرضاه

الجواب : وجزاك الله خيراً
ووفقك لكل خير، هذه حجة داحضة ، وتسويغ للمنْكَر ، وسُكوت عن الحقّ . وما عند الله من نَصْر وتمكين لا يُنال بالمعصية ، ورضا الله لا يُنال بِسَخَطِه . فإن النصر من عند الله . قال تعالى : (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُور) .
والرزق من عنده . قال جلّ جلاله : (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوّ وَنُفُور) . والتمكين إنما يكون للمؤمنين ، الذين يُقيمون الدِّين في أنفسهم ، ويأمرون بالمعروف ويَنهون عن المنكر .
قال عز وجلّ : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) .
فهذه الوعود لا تتحقق بالمعصية ، ولا بإقرار المنكر ، بل بإزالة المنكر وبالأمر بالمعروف وبالنهي عن المنكَر . ولذا خَتَم الله آية التمكين – السابقة بقوله : ( فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )
قال الإمام السمعاني في تفسيره : أكثر أهل التفسير على أنه ليس الكفر هاهنا هو الكفر بالله ، وإنما المراد به كفران النعمة ، بِتَركِ الطاعة ، فلهذا قال : ( فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) .
فالتمكين لا يكون بالمعصية ، وإنما بالطاعة والعبادة . وقد يقول : قائل : إن الكَفَرة تمكّنوا في كثير من البلاد ، وهم كَفَرَة . والجواب عن ذلك أن يُقال :
1 – إن دولة الكُفْر ساعة ، ودولة الحق إلى قيام الساعة .
2 – إن الكفّار لم يتمكّنوا إلا حينما ضعف المسلمون ، وتَركوا دِينهم ، وابتعدوا عنه ، ونبذوا شَرْعَ ربِّهم سبحانه وتعالى ، ورَكَنوا إلى الدنيا ، وتهافَتوا عليها بأي وسيلة ، وبِكلّ طريقة .
ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : إذا تبايعتم بالعِينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ؛ سَلَّطَ الله عليكم ذُلاًّ لا يَنْزِعه حتى تَرْجِعوا إلى دينكم . رواه الإمام أحمد وأبو داود . فقوله عليه الصلاة والسلام : " حتى تَرْجِعوا إلى دينكم " زَجْر عن الركون إلى الدنيا ونبذ شرع الله وأمره .
قال الشوكاني : وسبب هذا الذل - والله أعلم - أنهم لما تَركوا الجهاد في سبيل الله الذي فيه عِزّ الإسلام وإظهاره على كل دين ؛ عاملهم الله بِنَقِيضِه ، وهو إنزال الذلة بهم ، فصاروا يمشون خَلْف أذناب البقر بعد أن كانوا يَركبون على ظهور الخيل التي هي أعزّ مكان . قوله : " حتى ترجعوا إلى دينكم " فيه زجر بليغ لأنه نَزّل الوقوع في هذه الأمور مَنْزِلة الخروج من الدِّين . اهـ .
وأما الزعم بأن الدراسة المختلطة تصنع أجيالاً أو تُربِّي أمماً فهذه مُغالَطة مكشوفة . ولقد أدرك الغرب خطورة الاختلاط ، فأصبحوا يُنادُون بضرورة فصل الجنسين ! فلا تجوز الدراسة المختلطة . وسبق أن فصّلت في أدلة تحريم الاختلاط .
أدلة تحريم الاختلاط
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=607
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|