[ناصرة السنة]

يا شيخ السلام عليكم ورحمة الله
عندنا قرية يفصلها شارع عام وبيوتها أوزاع متفرقة جانب أيمن وجانب أيسر وأكثر السكان في الجانب الأيمن من القرية وفي هذا الجانب يوجد مسجد القرية الذي كان يصلي فيه الجانبين .. ثم بنى أهل الجانب الأيسر جامعا في جانبهم .. واستمروا يصلون فيه ويقيمون الجمعة والجماعات .. علما أن المسافة بين الجامعين 400 متر .. وبمرور الأيام استنكر عليهم بعض الملتزمين بناء هذا الجامع .. وأنه سوف يفرق بين الجانبين .. وأنه مسجد ضرار يجب أن يهدم..
السؤال: هل صحيح أن هذا المسجد ضرار يجب أن يهدم.؟
وهل يجوز أن نصلي الصلوات الخمس في جامعنا.. ونصلي الجمعة والأعياد في الجامع القديم .. لأن الكثير من أهل جانبنا ربما يشق عليهم الصلاة في المسجد الأول لبعد المسافة...
أفتونا مأجورين...


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الأصل أن لا تُقام أكثر من جمعة في البلد الواحد حتى تقوم الحاجة إلى ذلك ، ومن الحاجة تباعد أطراف البلد ومشقة الوصول إلى الجامع ، وضيق الجامع القديم .

قال ابن قدامة : وَإِذَا كَانَ الْبَلَدُ كَبِيرًا يَحْتَاجُ إلَى جَوَامِعَ ، فَصَلاةُ الْجُمُعَةِ فِي جَمِيعِهَا جَائِزَةٌ ، وَجُمْلَتُهُ أَنَّ الْبَلَدَ مَتَى كَانَ كَبِيرًا ، يَشُقُّ عَلَى أَهْلِهِ الاجْتِمَاعُ فِي مَسْجِد وَاحِد ، وَيَتَعَذَّرُ ذَلِكَ لِتَبَاعُدِ أَقْطَارِهِ ، أَوْ ضِيقِ مَسْجِدِهِ عَنْ أَهْلِهِ ، كَبَغْدَادَ وَأَصْبَهَانَ وَنَحْوِهِمَا مِنْ الأَمْصَارِ الْكِبَارِ ، جَازَتْ إقَامَةُ الْجَمَاعَةِ فِيمَا يُحْتَاجُ إلَيْهِ مِنْ جَوَامِعِهَا ... فَأَمَّا مَعَ عَدَمِ الْحَاجَةِ فَلا يَجُوزُ فِي أَكْثَرَ مِنْ وَاحِد ، وَإِنْ حَصَلَ الْغِنَى بِاثْنَتَيْنِ لَمْ تَجُزْ الثَّالِثَةُ ، وَكَذَلِكَ مَا زَادَ ، لا نَعْلَمُ فِي هَذَا مُخَالِفًا . اهـ .

فعلى هذا إذا كان الجامع القديم لا يضيق ، مع قُرب المسافة – كما ذُكِر في السؤال – فلا يجوز إقامة جمعة ثانية .
وبالنسبة للمسجد الثاني يُمكن أن تُقام فيه الصلوات الخمس ، ولا يُهدم ، ولا يُعتبر مسجد ضِرار ؛ لأنه لم يُبْنَ لتفريق المسلمين ، ولا إعانة للمنافقين .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد